توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ديمقراطية وبالليموناضة

  مصر اليوم -

ديمقراطية وبالليموناضة

بقلم - سمير عطا الله

ارتبط اسم جيرترود بيل بالعراق أكثر من أي اسم استعماري آخر. إنها الخاتون (الليدي) التي كانت مهمتها تنفيذ الجزء العراقي من الخريطة التي يرسمها البريطانيون للشرق. وقد نشأت حول دورها الأساطير. وكانت في تلك المرحلة أول امرأة تتعاطى السياسة على هذا المستوى. أحبت الخاتون العراق حتى قالت يوماً إنها تتمنى ألا يفصلها عنه شيء. وبالفعل ماتت في بغداد عزباء في السابعة والخمسين من العمر. وقيل في بعض الروايات إن موتها لم يكن طبيعياً.
كلما اشتدت الأحداث على بلد ما، عاد إلى التاريخ، ولو بطريقة عشوائية، عله يلقى شبهاً، أو سبباً، في الجذور الماضية: لماذا لم تقم الدولة اللبنانية، لماذا لم يستقر العراق، لماذا جرفت الانقلابات العسكرية سوريا؟ لماذا هذا المشهد في العراق وحده: جماعة الصدر تضمن البرلمان وترمي الانتخابات من النوافذ؟ لماذا هذا التنكيل بالرمز البرلماني وسيادة وخيار الشعب العراقي؟ ولماذا التنافس بهذه الطريقة بين عنفين لا يليقان ولا يجوزان؟
كتبت جيرترود بيل إلى والدها قبل مائة عام من اليوم رسالة من مؤتمر السلام في باريس (1919) تقول فيها: «إن تعقيدات هذه المنطقة لا حدود لها». وبعد انتهاء المؤتمر كتبت إليه رسالة أخرى تقول فيها: إن قيام الدولة العربية أمر مستحيل!
المشهد في برلمان العراق يطرح السؤال: هل نستحق البرلمان؟ أو هل من ضرورة له؟ النائبة اللبنانية سينتيا زرازير، طلبت من قائد الجيش مسدساً لحماية نفسها في البرلمان. ويشترك لبنان والعراق في العجز عن تشكيل حكومة في حين كان وزراء صدام حسين يبقون إلى الأبد إلا إذا كانوا آباء أحفاده، فعندها يقتلون قبل الأبد بقليل.
البرلمانات والحكومات إضاعة وقت، وإن كانت تصلح أحياناً كرفع عتب وخطوة تجميلية. وقد سجل المقتدون فائدة عاجلة ومباشرة عندما راحوا يوزعون على المناصرين، الشاي والليموناضة وشعارات الصمود والتصدي.
يستخدم العراقيون الآن المصطلحات التي يستخدمها اللبنانيون كلما أرادوا التعبير عن صفو خواطرهم، وأبسطها «الحرب الأهلية». كأنما هذا كل ما ينقص لاستكمال حالة البناء والازدهار والطمأنينة التي يعيشون فيها. ويصر على «الحرب الأهلية» السياسيون والمسؤولون الذين يتوقع الناس منهم أن يعدوهم بالأمن والسلم والحياة. في الماضي كنا نتهم الخاتون جيرترود بذر التفرقة ونرمي كل شيء على «الإنجليز»، ثم تحولنا إلى الصهيونية والأميركيين. والآن نبحث في هذا المشهد الخليط من الليموناضة والجماهير الاقتحامية لكي نعرف من هو المسؤول الحالي عن خراب البصرة، وسائر الأقاليم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ديمقراطية وبالليموناضة ديمقراطية وبالليموناضة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon