توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حفلة التيس

  مصر اليوم -

حفلة التيس

بقلم:سمير عطا الله

قراءة التاريخ مسألة معقدة. الكثير منها ألم والقليل جهل. وليس هناك تاريخ قديم وتاريخ حديث إلا من أجل تسهيل الحفظ. أما في الحقيقة فكل حدث مضى أصبح تاريخاً. وعفواً على تكرار المثل الفرنسي «أمس والعصر الحجري سيّان». العالم أجمع يتحدث عن العالم الماضي الآن وكأنه يتكلم عن نابليون أو يوليوس قيصر. والجميع يلقب بوتين بالقيصر من دون أن يحدد أي قيصر منهم.
وما دامت البشرية حية، ولم ترمّد الكوكب بعد، فلن يمضي عام دون أن تصدر مئات الكتب والمقالات والدراسات عن أكثر ثلاثة شغلوا البشرية: راهب سابق من جورجيا يدعى ستالين، وعريف من النمسا يدعى أدولف هتلر، وصحافي عادي يدعى بنيتو موسوليني. كانوا ثلاثتهم من الطغاة، لكنهم سحروا شعوبهم. ومنهم من سحر النساء. ورفضت كلارا بيتاتشي إلا أن تموت إلى جانب موسوليني، معلقة مثله من ساقيها عارية مشهّراً بها. وظلت إيفا براون إلى جانب هتلر إلى أن انتحرا معاً بالرصاص في معقله الإسمنتي في برلين.
جميعهم كانت مذلة ساعاتهم الأخيرة. بحث موسوليني عن جميع سبل الهرب لكي يتجنب المحاكمة لكنه وقع في أيدي الشيوعيين الإيطاليين وهو مرهق من النعاس في صندوق شاحنة. كذلك حاول هتلر تجنب المحاكمة، فلما سمع أصوات الدبابات السوفياتية قرب مخبئه، أطلق الرصاص على صدغه. دخل الروس إلى المخبأ فوجدوه منتحراً هو ورفاقه وإيفا براون، وأخذوا معهم جمجمته كإثبات لم يعلنوه إلا منذ أشهر.
بدأوا زعماء وقادة وانتهوا في حفر مثل صدام حسين، أو في عبّارات مثل معمر القذافي. وأيضاً عثر لهما على صديقة لكي تكون القصة أكثر إثارة. وفي حين طلب القذافي من معتقليه إعفاءه، طلب صدام من سجّانيه إعدامه بالرصاص بدل الموت شنقاً. نيكولاي تشاوشسكو طلب من «قضاته» الرأفة به، لكنهم أعدموه بالرصاص. كان خائفاً يرتجف، وكانت زوجته إيلينا، التي لم تتركه لحظة واحدة، تحاول أن تشد من أزره.
عثر مع صدام حسين على مبلغ 750 ألف دولار. وقتل إلى جانب القذافي ابنه المعتصم. وقتل عدي وقصي قبل إعدامه، بعدما وشى بمكانهما أحد الأقرباء. معظم هذه النهايات حُوّلت إلى أعمال روائية، أجملها «الجنرال في متاهته» لغبريال غارسيا ماركيز، و«حفلة التيس» لزميلنا ماريو بارغاس يوسا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حفلة التيس حفلة التيس



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon