توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سوف يكون يوماً فظيعاً

  مصر اليوم -

سوف يكون يوماً فظيعاً

بقلم - سمير عطا الله

فوجئت في موسكو السوفياتية عندما وجدت أن الشرطة تُسمى «ميليشيا». كان رجل الشرطة أنيقاً، في بزة رمادية وقبعة عليها خيط أحمر. ومع ذلك يحمل اسماً يعطى للفِرق غير الرسمية في الحروب، فرق غير مسؤولة، تنكّل بخصومها وأهلها على السواء.

عام 2011 أعادت روسيا اسم الشرطة مثل جميع دول العالم. وكانت مفاجأة حسنة، خصوصاً للروس أنفسهم. تنشأ الميليشيات في الحروب والفوضى وانهيار الدول. ويرافق قيامها عادة مناخ عام من التفلّت والعنف وغياب القانون واستباحة أمن الشعوب وحياتها العادية. وأكثر ما يميز تلك المراحل من حياة الشعوب والأمم عنف الخطاب وهبوط التخاطب. ويهون الآدميون أمام الرعاع والزمر. ويفاخر الجلاوزة بكل ما هو مخجل وشائن ومعيب في الأزمان العادية، من تهديد وإرهاب وبذاءة.

تعبّر اللغة السائدة في أدوات التواصل الاجتماعي في أيامنا هذه عن روح الميليشيات وفصائل الحقد والإرهاب. وبعض هذا السفه أشد لؤماً من العنف. وكانت الصحافة في الماضي تنحرف إلى مثل هذا السقط من انعدام الأخلاق والروادع، لكنها تواجه، في النهاية، نوعاً من العقاب، أو المساءلة، أو المسؤولية الاجتماعية. أما في التواصل، فالمسدس والقلم واحد. والمختبئ خلف اسم مستعار يعرف أنه يكتب في زمن الحقائق البشعة. ويعرف خصوصاً أن الدول تسلم نفسها لقواعد الميليشيات وسطوتها وأدغالها وأقبيتها المظلمة.

من يحاسب الميليشيا، وبموجب أي قانون أو عرف؟ من يعرف مدى الضرر الخلقي الذي تلحقه بدولها ومجتمعاتها؟ من يعرف مدى عمق الأذى الذي تزرعه في النفوس الضعيفة أو المريضة في الأساس.

إننا لا نلحظ ماذا تفعل هذه الكارثة بمستقبل أبنائنا وبلادنا. لغة الأزقّة هذه قد تعمم لغة بيوت ومنازل. الميليشيات تسود و«جيوشنا» تضعف، وتبعد، وتعزل. وصار أمراً عادياً أن نتحدث عن «الحشد الشعبي» في العراق، ومشهداً يومياً أن تقصف بواخر التجارة العالمية في مياهنا. وسوف يكون يوماً فظيعاً اليوم الذي ترتد الميليشيا على صانعها.

في واحدة من جمائله على العالم، استبدل القذافي بجيش ليبيا قوى اللجان. وحتى اللحظة ضاع الجيش، وضاعت ليبيا، وكل محاولة لاستعادتها تفشل في إرث اللجان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوف يكون يوماً فظيعاً سوف يكون يوماً فظيعاً



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon