توقيت القاهرة المحلي 17:00:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشيخ الفرنسي الكبير

  مصر اليوم -

الشيخ الفرنسي الكبير

بقلم - سمير عطا الله

في تاريخ القراءة والكتابة، يبقى من الشاعر، أو الكاتب المخلد، عمل أو عملان. ونادراً ما يبقى أكثر من ذلك بقليل. المتفرد الوحيد في هذه القاعدة المجحفة هو ربما شكسبير. كل كلمة كتبها لها شهرتها الباقية. وليس في الإمكان أن تلغي من قائمة المؤلفات شيئاً، أو أن تجزم بأن «عطيل» أهم من «روميو وجولييت»، أو أن «ماكبث» أهم من «الملك لير».
اللافت أن العرب هم أكثر من ساهموا في تأكيد نظام العمل الواحد عبر تقليد «المعلقات»، فكان أن عرف كل شاعر بقصيدة وتم إغفال ما عداها، مهما كانت أهميته.
في الغرب - على سبيل المثال - عرف شاعر فرنسا، فيكتور هيغو، بروايته «البؤساء». ومن ذهب أبعد قليلاً قرأ روايته الأخرى «أحدب نوتردام». وقد قرأت الأولى يافعاً وشاهدتها في السينما ثم على المسرح. واكتفيت من الثانية بمشاهدتها فيلماً لعب دور البطولة فيه الممثل الكبير أنطوني كوين.
خطر لي - أخيراً - ومتأخراً، أن أقرأ أعمال هيغو الأخرى. كم فاتناً يا سيدي في الزمان. فهل من أجل كتاب واحد سار مليونا فرنسي في جنازة أمير شعرائهم وكتابهم؟ إنه يكتب كما لو أنه اليوم. يحرك مشاعرك بالسحر الذي يحرك فيه قائد الأوركسترا الكمان والطبل. في عمل واحد يوضب مشاعر الحب، ومشاعر الخوف، ومشاعر الظلم، والشفقة والحنان، والانتصار، والإثارة.
كتب قبل السينما، لكن من رواياته ولد ألف ألفرد هيتشكوك. لا يمكن لرجل في مثل هذه العبقرية أن يكون قد وضع كتاباً واحداً. يجب أن نقرأه كما قرأه الفرنسيون: معلماً للتاريخ ومعلماً للإنسانية وعالماً من علماء النفس. اعتبر الناقد والمؤرخ الروسي نيكولاي برديائيف، أن مواطنه العظيم دوستويفسكي هو سيد روائيي علم النفس. ربما. بل ربما لا نقاش في ذلك. لكنني أنصحك أيها الرفيق المكرم أن تخرج قليلاً من دوستويفسكي وتولستوي، واقرأ «كرومويل» و«93»، وكل ما ترك هذا الرجل للأدب العالمي. ليس عبثاً أن يظل هذا النوع من المجلين أحياء بيننا. ليس عبثاً أن بائع الكتب لا يفاجأ عندما تطلب منه في هذا العقد من هذا القرن، شيئاً مما كتبه المسيو هيغو قبل قرنين. صدقني، لا تشيخ أعماله شيخ فرنسا الكبير.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشيخ الفرنسي الكبير الشيخ الفرنسي الكبير



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 00:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر لكل مؤسسات الدولة اللبنانية

GMT 13:42 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أغنى قطة في العالم تمتلك ثروة تفوق ضعف ثروة توم هولاند

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 16:54 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بنزيما يرشح كاسيميرو وعوار وفقير للانضمام لـ اتحاد جدة

GMT 23:51 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

شركة آسوس تطلق هاتفها الذكي Zenfone 6 الجديد

GMT 12:48 2019 الإثنين ,20 أيار / مايو

نقل سولاف فواخرجي للمستشفى بعد حادث أليم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon