توقيت القاهرة المحلي 15:56:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خريطة صعبة ورحبة

  مصر اليوم -

خريطة صعبة ورحبة

بقلم:سمير عطا الله

أطلعتنا الحرب الأوكرانية على أسماء لم يكن أحد قد سمع بها خارج أوروبا الشرقية. ومعظم هذه الأسماء صعب اللفظ مثل اللغات السلافية، وصعب الحفظ مثل سفري دونيتسك لوهان، وبهوهو ديشته، وبيلو هوريفكا، وزايو فرهزيار. غير أن الأسماء التي علقت في الذاكرة، كما علقت من قبل لينيغراد وستالينغراد، رمزاً للبطولة الروسية في الحرب العالمية، كانت سهلة اللفظ نسبياً مثل خيرسون وكييف وباخموت، التي أعلن الروس السيطرة عليها أخيراً بعد 15 شهراً من القتال. القتال بين مَن ومَن؟ بين روسيا الاتحادية، إحدى أكبر القوى العسكرية في العالم منذ قرون، وبين أوكرانيا ومن خلفها السلاح الأميركي والأوروبي، ومعه أحدث التقنيات العسكرية.

15 شهراً من القتال في بقعة مساحتها 41 كيلومتراً، وسكانها 73 ألف شخص. أي حارة من أحياء لندن، وزنقة من زنقات القاهرة، فهل يمكننا أن نتخيل ماذا جرى، يوماً بعد يوم، وكم خراباً وقتيلاً في المتر المربع؟ وهل الانتصار باللغة العسكرية فوز للروس في نتائجه أم للأوكرانيين في مدته؟ إذا طالت الحرب أكثر على هذا المنوال لن يبقى من يعلن انتصاره. الفوز الوحيد في الحروب على مر التاريخ هو نهايتها، لا بداياتها. الخطوة الإيجابية الوحيدة على الجبهة كانت وساطة الأمير محمد بن سلمان. ومن أجل أن تقوم بدور الوسيط يجب أن تكون علاقتك جيدة بالخصمين.

المعنى السياسي في حضور الرئيس الأوكراني إلى جدة كان نوعاً من إعلان الموقع الجديد للسعودية في مساحة الأمم. ضيفان قادمان من أكثر النزاعات اشتعالاً. الرئيس الأوكراني بدعوة من المملكة منفردة، والرئيس السوري بدعوة الجامعة، وفي الحالتين الرجل خلف هذا التحول الدولي، أمير شاب منهمك ليل نهار في نقل المنطقة من حالات الحروب المزمنة إلى السلام الدائم، وربما أيضاً الازدهار المستديم.

ليست خطة الأمير محمد بهذه السهولة. التاريخ صناعة شاقة ودروب شديدة الصعوبة. لكن التحدي وضع على الطاولة أمام العالم أجمع. والخيار واضح: إما الانتقال بالمنطقة إلى مستقبل مفتوح، أو البقاء في ماضٍ مغلق، متخلف ودائم. وذهب زيلينسكي من جدة إلى قمة السبع في هيروشيما، أكثر الأسماء مأساوية في حروب البشر. المجيء إلى جدة والذهاب منها، رحلة لها أكثر من مغزى. فالحقيقة أن العالم برمّته كان في المجاز حاضراً في عروس البحر الأحمر. لم تكن أي من الدول الكبرى غائبة عن العالم الجديد الذي يضع الأمير محمد خريطته الدبلوماسية أمام العالم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خريطة صعبة ورحبة خريطة صعبة ورحبة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حفل عقد قران هنادى مهنا وأحمد خالد صالح

GMT 15:02 2020 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

خيتافي وفالنسيا يتقاسمان صدارة الدوري الإسباني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon