توقيت القاهرة المحلي 14:42:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كتاب الشارقة: قرى النخيل

  مصر اليوم -

كتاب الشارقة قرى النخيل

بقلم :سمير عطا الله

بحثت في الأجنحة عن أعمال جوخة الحارثي، وكانت تطالعني دوماً أعمال أحلام مستغانمي. ويقال إن الكاتبة الجزائرية، المولودة في تونس، المتزوجة من زميل لبناني (جورج الراسي) سوري الأبوين.
يقال إنها الأكثر مبيعاً بين الروائيات العربيات. وقد أوحت عناوين مؤلفاتها، خصوصاً الأولى منها، بالجرأة النسوية التي شاعت تلك المرحلة. ولا شك أنها لعبت دوراً في ذلك (فوضى الحواس، عابر سرير... الخ.)، لكن البناء الروائي كان الأساس. اختارت مستغانمي مناخها وأشخاصه ودرامياته من المرحلة الجزائرية التي كانت لا تزال حيّة في الذاكرة العربية آنذاك. كما كان كل ما هو جزائري لا يزال له رجع وصدى في الذاكرة العربية.
مضت فترة طويلة قبل بروز ظاهرة أدبية «نسائية» على هذا المستوى من الرواج، قبل صدور أعمال جوخة الحارثي. وأحصر المسألة هنا في نسبة المبيع، لأن كل شيء آخر مختلف أو متناقض أو لا مبرر له في أي مقارنة. روائية يشكل مناخها النفسي توتراً ما بعد الثورة والتحرير، وروائية هادئة حتى السكون، مؤزرة بحياة الريف العماني، غارقة في سباته، حقائقه أساطير، مثل حكاية الجدّات ولكن بنبض الحفيدات. هناك جمالية في حياة البر العماني، تركتها جوخة الحارثي كما هي، مع أنها التزمت، بكل وضوح، «أكاديمية» السرد. وتركت المشهد يصور نفسه في سلاسة وبساطة، بعكس التوتر الوجداني، الذي اعتمدته روائيات العرب وكأنهنَّ يكتبنَ في قلم واحد: الشكوى والبوح والظلامة والهجران. وما زاد قليلاً على الأغاني العاطفية القديمة.
أتمنى ألا أكون مبالغاً في دهشة الروائية العمانية. وألا يكون سبب الانبهار في اللاوعي هو التفاجؤ بعفوية سيدة خليجية في وصف أشخاص رواياتها. إذ بعكس الموجة الروائية السابقة، «البطلة» هنا ليست الكاتبة نفسها. إنها مجرد شاهدة على حياة الآخرين. وما أكبر الفارق بين «سفينة حنان إلى القمر» التي ابتدأت بها ليلى بعلبكي الموجة النسائية، بعد أول كتبها «أنا أحيا» وبين «سيدات القمر» للحارثي. ولا أدري إن كان هناك أي توارد في العناوين، بسبب التشابه في المناخات الأولى للأرياف العربية التي كانت بدأت تطل على المدن بدرجات متفاوتة. وكانت المرأة مهزومة متروكة ولا حيلة ولا مفر.
الحنان في «نارنجة» و«سيدات القمر» فيه كبرياء. وفيه خفر وشجاعة، وفيه عبدة حرة مثل سيدات المنزل. فيه أشياء وقضايا وناس، غير الذات. وفيه بناء روائي مشيَّد على أربع زوايا، لا واحدة. كانت «الموجات» الأدبية عند النساء تبدأ في الماضي على المتوسط، تأثراً بنسائمه الزرق، الآن تبدأ من قرى التمور.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتاب الشارقة قرى النخيل كتاب الشارقة قرى النخيل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon