توقيت القاهرة المحلي 14:42:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الروائية التي غنت أيضاً

  مصر اليوم -

الروائية التي غنت أيضاً

بقلم :سمير عطا الله

لا بد أولاً من الاعتذار عن الأسماء الروسية، فهو أمر لا علاقة لنا به ولا حتى لأصحاب هذه الأسماء أنفسهم. قرأت مؤخراً مقابلة مع الروائية والمسرحية، ولاحقاً المغنية لودميلا بتروشفاسكايا، التي تعد اليوم واحدة من أشهر الأعلام في بلادها، وينظر إليها البعض على أنها ألكسندر سولجنتسن النسوي. حازت لودميلا معظم الجوائز المهمة في روسيا على أعمالها الروائية، وأشهرها مذكراتها بعنوان «الفتاة من فندق المتروبول» (2017). تبدأ المذكرات بولادتها عام 1938 لعائلة ميسورة. وعندما أصبحت في التاسعة من العمر، أُرسل والدها إلى السجن كواحد من الملايين الذين أُعلنوا «أعداء الشعب». وخرجت الطفلة المدللة لتعيش مشردة على الأرصفة، أو حزينة في بيوت الأيتام. لكنها ثابرت على التعلم، وتخرجت في كلية الصحافة. حاولت مرات عدة البحث عن ناشر يتبنى أعمالها الأدبية. لكن نادي الكتاب الرسمي كان يقول لها باستمرار إن أمامها صفاً طويلاً من الانتظار يضم نحو 12000 مؤلف ما بين ميت وحي. ولم تجد فرصتها إلا بعد مجيء ميخائيل غورباتشوف. وبدأت مرحلة البريسترويكا في الاتحاد السوفياتي. وبدأ نجاحها في المبيعات على الفور. واعتبرها بعض النقاد أنها أنطون تشيكوف الجديد. وحازت على الفور جائزتي «بوكر الروسية» وجائزة «بوشكين»، وكانت عناوين كتبها كافية لإثارة الاهتمام بين الناس والنقاد على السواء، مثل «التوقيت: ليلاً» و«كانت هناك ذات مرة امرأة حاولت أن تقتل طفلة جارتها»، و«كانت هناك مرة فتاة قامت بإغراء شقيقة زوجها، وشنق نفسه»، و«كانت هناك أم أحبت أبناءها إلى أن عادوا إلى المنزل».
انصرفت لودميلا في السنوات الأخيرة إلى الغناء، على المسارح وكتابة نصوص جديدة للأغاني القديمة. وتقول إنها تمنح معظم مدخولها من كل الأعمال إلى جمعيات الاعتناء بالمعاقين. ويُعتقد أن ثمة معاقاً في العائلة، لكنها ترفض الكشف عن ذلك. وتتواضع كثيراً في الحديث عن أعمالها، فالروايات في روسيا مجرد عمل بسيط لأن الروس شعب كثير الحكايات، ومن أجل أن تصبح روائياً ليس عليك سوى أن تصغي. الباقي يأتي في صورة عفوية جداً.
فاتني أن أذكر أن سيدتنا هذه رسامة أيضاً وناقدة لاذعة. ويعود الفضل في اختيار الأدب إلى جدتها الفقيرة التي رُميت في حضنها أيام الطفولة. وكانت الجدة تحفظ عن ظهر قلب الأعمال الروسية الكبرى مثل «الحرب والسلم»، وقصائد ألكسندر بوشكين. واكتفت هي بحفظ الشعر الروسي على مدى حياتها.
بعد أن تقرأ أحاديث صاحبة «الفتاة التي جاءت من فندق المتروبول»، تتساءل تلقائياً كم من المواهب الروسية ذهبت في انتظار دورها في النشر، أو سلة المهملات، أو في الأقبية التي رمى فيها الـ«كي جي بي» أعمال المعارضين. وتروي لودميلا أن نقابة الأدباء ردت إلى أحدهم مخطوطة كان قد أرسلها لكي يُنظر في أمرها قبل 14 عاماً.
التقت لودميلا فلاديمير بوتين غير مرة. وتقول إنه رجل شديد الذكاء لكنه صامت كبير. وقد سألها عن حياتها في فندق المتروبول، ومن ثم انتقالها إلى فقر مُرعب، حيث تروي أنها أمضت 6 أشهر من دون حذاء أو ثياب داخلية، لكن في تلك الفترة (1947) لم تكن المعاناة حكراً عليها، فقد كانت روسيا بأجمعها تعاني من مجاعة لا توصف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الروائية التي غنت أيضاً الروائية التي غنت أيضاً



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon