توقيت القاهرة المحلي 22:36:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا أحد يتذكر

  مصر اليوم -

لا أحد يتذكر

بقلم: سمير عطا الله

ربما لأن العالم الغربي كان ملهياً باحتفالات «الكريسماس». ربما لأن المسألة نفسها لا تستحق حقاً التذكر. مهما كان السبب، فالذي نسميه التاريخ هو شيء رهيب حقاً. هذه المرة لم يتذكر أحد أن ثلاثة عقود قد مرت على ذلك المشهد الذي لم يصدقه أحد: إنزال العلم السوفياتي، المنجل والمطرقة، عن قبة الكرملين، إيذاناً بأن الدولة الكبرى، التي غطت ثلاثة أرباع الأرض، قد انتهت. لا اتحاد سوفياتي بعد اليوم. لا عالم شيوعي. لا إلحاد، حتى في روسيا، بلاد لينين.
ذلك يوم لم يكن يتوقعه أحد، حتى الذين عملوا في سبيله. وإذا كان الجيل ثلاثين عاماً، كما يحسب في الغرب، فإن جيلاً كاملاً في العالم، ولد بعد أفول الدولة التي هددت الرأسمالية والغرب والقوة الأميركية، نحو ثلاثة أرباع القرن، في ميدان الفضاء والقوة النووية والآيديولوجيا.
كما تغير الميزان العالمي مع قيام الاتحاد السوفياتي، تغير على نحو أكثر درامية مع سقوطه. تغير شكل الحياة في أوروبا الشرقية، وعادت الكنيسة الروسية إلى مكانتها الأولى في موسكو، ودخلت روسيا الاتحادية العصر الرأسمالي وحياة الثراء وانتهى «حلف فرصوفيا»، وبدت روسيا دولة ضعيفة وخرجت من مدارها أيضاً الجمهوريات الإسلامية.
كل هذه التغيرات لم تستحق نظرة عليها وعلى انعكاساتها بعد ثلاثين عاماً، وثمة جيل قد مضى الآن. والرئيس الروسي يحاول أن يلملم بقايا الصداقات القديمة في سوريا وبيلاروسيا وجورجيا والقرم. والتغير الأهم المصالحة التي قامت بين روسيا والصين بعد أعوام طويلة من العداء، خصوصاً أن الصين أيضاً كانت قد دخلت بعد غياب ماو تسي تونغ، في مرحلة الانفتاح واعتماد النظام الاقتصادي الرأسمالي، غير أن ذلك لم يشمل الحزب الشيوعي كما حدث في موسكو، حيث تحول من الحزب الواحد إلى حزب ثانوي صغير. وسقط نظام الحزب الواحد أيضاً في دول العالم الثالث التي قلدته، ومنها مصر وسوريا والعراق. ومع أفول موسكو السوفياتية غابت تجمعات هائلة عرفها العالم، مثل كتلة عدم الانحياز والحياد الإيجابي، والكتلة الأفريقية الآسيوية، وكلها تسميات معادية في الواقع للولايات المتحدة، تدعمها روسيا والصين.
ثمة جيل الآن في العالم لا يعرف شيئاً عن ذلك الانهيار التاريخي. وحتى في روسيا نفسها لم يعد سوى موضع تعليقات ثانوية. برلين التي كانت رمز الجدار والصراع عادت مدينة للفنانين والهيبيين. ولم يعد ممكناً في هذا العالم الجديد ظهور شيء مثل ستالين وسفاحته وسفاحيه.
وما كان الاتحاد السوفياتي بلا إنجازات في دولة كبرى احتلت موقعها الأول واحتل شعبها المراتب الأولى في العلوم والحرب والأدب والثقافة وفي الفنون والرياضة. والذي أخفق في نهاية الأمر هو النظام الماركسي الذي أخفق في كل مكان آخر، بحيث أزاحته الصين جانباً لكي تصبح أسطورة الاقتصاد العالمي!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا أحد يتذكر لا أحد يتذكر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 18:02 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
  مصر اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم الدشاش

GMT 22:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 06:04 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 14:18 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

من أي معدن سُكب هذا الدحدوح!

GMT 21:19 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تربح 7.4 مليارات جنيه ومؤشرها الرئيس يقفز 1.26%

GMT 21:48 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon