توقيت القاهرة المحلي 21:31:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل روجت «ألف ليلة» للرشيد؟

  مصر اليوم -

هل روجت «ألف ليلة» للرشيد

بقلم: سمير عطا الله

نظر الأدباء والنقاد والمؤرخون إلى «ألف ليلة وليلة» نظرات مختلفة ومتناقضة ولا يزالون. ورأى فيها البعض أثراً مسلياً، والبعض الآخر عملاً إباحياً لا قيمة أدبية له، والبعض الثالث عملاً أدبياً قيماً يعكس أحوال عصره تحت اسم أو أسماء مستعارة، وذلك خوفاً من الانتقام، بعدما قتل عبد الله بن المقفع، الذي قيل إنه نسب «كليلة ودمنة» إلى سواه وادعى ترجمته، بينما هو في الحقيقة من وضعه.
المفكر المصري الكبير أحمد أمين (1886 - 1954) ذهب في قراءة «ألف ليلة وليلة» مذهباً حداثياً لم يذهب إليه أحد. قال إن الحكايات والطرائف والحِكَم والأمثال والتخيلات التي جُمعت كلها تحت عنوان «ألف ليلة وليلة» روجت ترويجاً هائلاً لعصر هارون الرشيد، وميزته عن سواه من الخلفاء، ورسمت له صورة لماعة.
قال أحمد أمين إن الرشيد كثير الحظوظ إذ لم تطل خلافة سلفه الهادي. وازدهر عهده وكبرت تجارته مع الشرق والغرب، ورويت القصص عن مجالسه «والقصص والحكايات التي روتها عنه (ألف ليلة وليلة) من صور رائعة جذابة... فهذه صورته يتعسس في الليل مع جعفر البرمكي ومع خادمه مسرور في شوارع بغداد، وهذه صورة أخرى يمتحن فيها الفتيات، وهذه صورة ينصف فيها المظلوم ويحقق العدالة، وعلى الجملة فقد صورت (ألف ليلة وليلة) الرشيد تصويراً بديعاً لطيفاً، كما صورت لنا أسواق بغداد وكيف تزهر بالسلع... وتصور لنا مجالس الرشيد وما فيها من بذخ وترف إلى غير ذلك مما يعد دعاية واسعة للرشيد». ويعتقد أحمد أمين صاحب «الإسلاميات» الشهيرة أن مؤلفي النصوص التي زيدت على «ألف ليلة»، ونُشرت إبان حكم الرشيد قد تملقوه. كما يعتقد «أن الرشيد عندما علم بترجمة الكتاب أفاض على المترجم من عطائه».
ومن حظوظ الرشيد أن «ألف ليلة وليلة راجت رواجاً عظيماً في الغرب»، بينما كان الشرقيون القدامى يحتقرونها «وقد قال ابن النديم إنها مليئة بالقصص التافهة».
يروي أحمد أمين أن مجالس الخلفاء الراشدين كانت بسيطة في المسجد أو في المنزل. «يقعدون على حصير أو جلد ويلتفون بعباءة أو نحوها. لا حرس ولا حجاب، وإذا بعثوا قائداً مشى الخليفة في وداعه بلا حرس أو طبول». غير أن الرشيد غير كل ذلك وأحيط بمباهج الدولة مما أخذته الدولة العباسية عن الفرس «ولقد كان المظهر مظهر أبهة وفخفخة واستبداد، وتقاليد في الجلوس والحديث والانصراف، مما ورثوه عن الأكاسرة ولا يعرفها الإسلام من قبل». يقول أحمد أمين إنه أحب الرشيد وأعجب به. و«إن التجارة ازدهرت في عهده أيما ازدهار. وكانت أول الأمر في أيدي اليهود والنصارى، ثم انتقلت إلى المسلمين، وكثرت أسواقها واتسعت مناحيها حتى وصلت إلى الصين»... وقد هم الرشيد بحفر قناة السويس قبل فردينان دو ليسبس بألف عام، وامتدت تجارتهم شرقاً إلى إندونيسيا وغرباً إلى مراكش وإسبانيا، ويدل على ازدهار التجارة في عهد الرشيد وخلفائه كثرة الدخل الذي كان يجنى من الأقطار الإسلامية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل روجت «ألف ليلة» للرشيد هل روجت «ألف ليلة» للرشيد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon