توقيت القاهرة المحلي 13:35:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مدن الصناديق

  مصر اليوم -

مدن الصناديق

بقلم :سمير عطا الله

تذكر اللبنانيون عندما اشتعلت أحداث «عين الرمانة»، صباح الخميس، بداية حربهم الطويلة من تلك الحارة عام 1975، وتذكروا مثلهم القديم على القافية «مش رمانة، قلوب مليانة». تذكروا وارتعبوا وخافوا ونزحوا. وكادت بيروت تعود «أكبر مدينة صناديق في العالم»، كما وصف رزيارد كابوشنسكي مدينة لواندا في الأيام الأخيرة للبرتغاليين: «كانت الناس تضع في الصناديق كل ما تستطيع حمله. رأيت إحدى العائلات تحزم باقة الزهر الصناعي التي كانت في المنزل».
مثل مئات آلاف اللبنانيين، كنت أشاهد صور القتلى والرصاص والحريق وأنا أتساءل: هل هي الحرب الطويلة مرة أخرى؟ هل هي الحرب الأخيرة؟ لا أحد في لبنان يتساءل إن كان هذا باب السلام. كتب أمين معلوف: من يحب لبنان عليه أن يبقى قلقاً طوال حياته. لبنان معقد في منطقة معقدة.
متى تعرف أنَكَ تائه؟ عندما تقف في بلدك وعيناك ترنو إلى بلاد أخرى؛
عندما تقف في بلاد لم تنشأ فيها وعيناكَ ترنو إلى بلادك؛
وعندما تبقى في بلادك وعيناك على مستقبل تراه مستحيلاً؛
عندما تبقى في بلادك وعيناكَ على ماضٍ لن يعود أبداً
للمرة الأولى سمعنا في السنوات الأخيرة لبنانيين يتحدثون عن لبنان في صيغة الماضي. صيغة الطلاق. صيغة الصناديق في مدينة ستحمل منها كل رابط حتى مزهرية الورد الصناعي الجاف. كان اللبنانيون يقولون «بعد الحرب». كأنما ظرف الزمان هذا لم يعد له مكان في اللغة. وللمرة الأولى يتحدث العقلاء عن أن بلدهم وطن مستحيل وخطأ تاريخي وجغرافي وكأنهم مستشرقون.
وقال الرئيس شارل حلو في مذكراته: «أبلغني الرفيق ديغول بحضور سفير لبنان في باريس فيليب تقلا» إذا قامت إسرائيل بالاعتداء على لبنان بصدد ضم أرضٍ لبنانية، فليكن لبنان على يقين بأن فرنسا ستضغط على مجلس الأمن من أجل القيام بدور عسكري، إذا لزم الأمر. وإذا لم يكن بإمكان الأمم المتحدة أن تتحمل مسؤولياتها، فسترسل فرنسا قواتها الخاصة لتدافع عن لبنان. ولكن، لسوء الحظ، إذا نشبت أزمة في لبنان بسبب نزاع بين البسطا والجميزة، لا فرنسا ولا أحد بإمكانه أن يفعل شيئاً من أجلكم، وسيكون على اللبنانيين الاعتماد على عبقريتهم للخروج من مثل هذا «المأزق».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدن الصناديق مدن الصناديق



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon