توقيت القاهرة المحلي 10:04:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مدن الإسلام

  مصر اليوم -

مدن الإسلام

بقلم: سمير عطا الله

عوَّدنا جنابكم في هذه الزاوية على تقديم مسلسل من موضوع واحد كل رمضان مبارك ومبروك. وأن يكون أيضاً من وحي الشهر، أو متساوقاً مع روحه وخيراته وأجوائه. هذا العام موضوع زاه لا حصر له هو «مدن الإسلام»، لكن كيف تختارها؟ على قاعدة العمران؟ على قاعدة الأهمية التاريخية؟ على قاعدة ما نتج عن الفتوحات من أمجاد وتوسع؟ المسألة هنا ليست ماذا تختار، بل ماذا تضطر أن تغفل. حجم الزاوية يضيّق حجم الاختيار. كما يضيّق، أو يمنع، واجباً أدبياً ومهنياً مهماً، وهو ذكر المراجع، التي لولاها لما كان هذا البحث. لكن عدم إثباتها لا يعني عدم وجودها، أو التقليل من أهميتها. لكن لا يسعني إلا أن أذكر مصدرين رئيسيين اعتمدتهما إلى حد بعيد: الأول المؤرخ البريطاني جستن ماروزي (مواليد مصر) صاحب الدراسات الإسلامية المتعددة والممتعة، والثاني الكاتب النمساوي ستفان زفايغ (نمساوي – ألماني) في موضوع واحد هو سقوط القسطنطينية ومعها إمبراطورية روما المسيحية، الذي يعتبر أهم حدث في تاريخ المتغيرات الجغرافية التاريخية.
وجدت في رواية زفايغ، كما في كل عمل له، اكتفاء، وفي مثل هذه النصوص يشعر المرء بمحدودية حجم الزاوية، وينكر أن الإيجاز سيد البلاغة. هذه أول مرة أجد نفسي أعتذر عن اختصار. ليس فقط في سقوط القسطنطينية، بل في عظمة المدن الأخرى، التي شهدت على إحدى أهم حضارات العالم.
وفي باب التحفظ والدقة، تضطر إلى القول دائماً «إحدى» أو «أحد» أهم. إلا في حالة بغداد. فقد ظلت طوال 500 عام، أهم مدن العالم. وظلت قرطبة وغرناطة أجمل الحواضر. وأصل كلمة مدينة لاتيني يعني التحضر. وربما من هنا أنَسَ العرب إلى استخدام «الحاضرة» ومن ثم التحضر. أي الانتقال من حياة البادية ومشاقها إلى العيش في الحواضر، وفي المنازل بدل الخيام، التي كانت للبعض كل شيء، حتى أن كلمة شعر، جاءت من حياكتها.
اعتمدت في هذه السلسلة المؤرخين العرب والأجانب. وهؤلاء، كما هو متفق عليه، أكثر دقة وأجد بحثاً. ولا ينقلون في الغالب إلا ما هو موثوق منه. وهذا ما يجعل «مدن الإسلام» وحقائقه الأخرى، أكثر أهمية. وليس الهدف من هذه العودة إلى التاريخ العودة إلى الافتخار بالماضي وغباره وبقاياه. فالتراث دائماً دعوة إلى اليقظة، لا إلى السبات. وإذ نتحدث عن يوم، أو قرون، كانت بغداد أعظم مدن العالم هي وقصورها ومدارسها وثقافاتها ومكتباتها ومساجدها، وفقهاؤها وعلماؤها وشعراؤها وموسيقيوها، وجامعاتها ومعاهد الأبحاث فيها وقنواتها ومصحاتها – ليس من أجل ما مضى، بل من أجل أن ترى أين أصبحت يوم تفيق على متفجرات في الشوارع، ومسيّرات على منزل أرقى رئيس وزراء عَرَفته في سنين طويلة.
إلى اللقاء...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدن الإسلام مدن الإسلام



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon