توقيت القاهرة المحلي 07:53:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ابتسم لو سمحت

  مصر اليوم -

ابتسم لو سمحت

بقلم: سمير عطا الله

ما الذي يتغيّر في السعودية؟ أمضيت شهرين في جدة، وعشت حياتها اليومية مع الأصدقاء والزملاء، وتعرفت إلى أناس لا أعرفهم، وذهبت إلى بعض المتاجر والمكتبات وقمت بزيارة الدكتور غازي الحبيب مرّات عدة في المستشفى، ووصلت إلى/ وغادرت من أحدث مطار في العالم، وذهبت إلى أبحر حيث سمعت من بعيد صوت موسيقى وغناء من أحد المطاعم، ومررت بالضواحي الجديدة، ولمحت عن بُعد، وعن قرب، الأبراج التي تعلن أن البلاد صارت رأسية أيضاً وإلى درجة مثيرة، وطبعاً دخلت عدداً من المطاعم، منها ما تملكه وتديره سيدات من عائلة واحدة، ومنها ما تستقبلك فيه سيدة بعباءة وابتسامة.

لم يعد أمراً مثيراً للاستغراب أن تقول إنك قادم من بيروت إلى جدة من أجل الفحوص الطبية الإلزامية. عادي، كما يقولون هنا. وخلال ما عاينت في بلاد الله لم أرَ طبيباً أو «ديكتاتوراً» في دقة الدكتور غازي. والأطباء عادة أنت «تراجعهم»، إلا هو، فيطاردك ويتأكد في الصباح والمساء أنك نفذت الأوامر وحفظت الواجبات.

في نهاية أي يوم عادي، يعيشه أي إنسان من سكان «عروس البحر الأحمر» يخطر لك أن تتساءل: «ماذا تغير في السعودية؟»، وفي عودة متأنية إلى الماضي، فالجواب هو: السعودية «المتغير الأساسي ليس ناطحات السحاب، وإيقاع الحياة، ومستوى المعيشة، بل الحيوية التي يتخذها شكل الحياة ومناخها الاجتماعي الحديث». وما من أحد إلا ويسألك «كيف ترى الانفتاح؟»، متوقعاً أن يكون مثل رأيه. بهدوء شديد، ولكن في سرعة كاملة تتبع المدينة إيقاعها الجديد، أو تتواءم حركة الحياة في الشكل والجوهر. تلحظ بروز شخصية سعودية جديدة في المطار وفي المستشفى وفي المكتبة والمخزن. ثمة «لغة» جديدة أهم ما فيها أنها عادية. لغة يومية بسيطة مألوفة في جميع العالم. نقاش عقلي عملي واقعي حول التاريخ. صور وإضاءات وحشود من الرياض والعُلا وسباقات عالمية في الدرعية. والإطار واحد. والجوهر واحد والشرطي يبتسم. وشرطي المطار يبتسم ويرحب. والشرطية والممرضة التي تدرّبت على أن العبوس الشديد قد يساء فهمه ويهبط ضغط المريض ويصبح مريضاً مرتين. وتزدحم المستشفيات بالمراجعين والمراجعات والكبار والصغار والأطفال، بلا صوت يعلو وبلا «وسائط» وبلا تململ وبلا تجاوزات. صورة السعودية الجديدة هي في المستشفى. عند الأطباء السعوديين والطبيبات السعوديات، وخصوصاً عند «المريض» و«المريضة» السعودية. إنهما الصورة الجديدة للتعامل مع القانون والحقوق والأصول والمساواة.

اتخذتُ المستشفى مثالاً لأنه المكان الذي يتساوى فيه الإنسان طوعاً. وتختلط فيه الأجناس والأعمار والطباع. المتغير الأساسي هو الانسجام الهائل مع قانون الحياة. والانتظام في مدارها الطبيعي. والتزام حيويتها وحركتها. ابتسم. أنت في السعودية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ابتسم لو سمحت ابتسم لو سمحت



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon