توقيت القاهرة المحلي 20:16:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يحضر غائباً

  مصر اليوم -

يحضر غائباً

بقلم: سمير عطا الله

يحضر وزراء الخارجية العرب مؤتمرهم الاستشاري في الكويت، اليوم، و«يمثل» أمامهم وزير خارجية لبنان الدكتور عبد الله بوحبيب. والرجل، للمناسبة، من خيرة الدبلوماسيين المحترمين في لبنان، وسفير سابق في واشنطن، وموظف كبير في البنك الدولي مكلفاً شؤون فلسطين.
لكن الدولة التي يمثلها بوحبيب لم تعد ذلك البلد الذي كان ذات يوم مصيف أهل الكويت وجامعتهم ومصدر الخبراء إليهم، وبينهم الرئيس سليم الحص. منذ أسبوع جاء إلى بيروت وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، موفداً باسم مجلس التعاون، ووضع أمام الرؤساء الثلاثة، مجموعة من الأسئلة، قائلاً إنه بناء على أجوبتها يتوقف قرار دول الخليج: هل يمكن مساعدة لبنان مادياً أم لا. وخلاصة الأسئلة هل يستطيع لبنان التحرر من السيطرة الإيرانية أم لا؟
وقد طرح السؤال من قبيل اللياقات، لأن جوابه فيه. العالم أجمع يعرف أن لبنان مسلوب الإرادة، لا كلمة له في سياسته أو مصيره، وإن الدولة تتلطى خلف إنشائيات مفرغة فقدت صوتها وصداها. وفيما قال رمزها جبران باسيل، مثلاً، إنه نجح في «استعادة السيادة والآن إلى الإصلاح»، قال نائب «حزب الله» محمد رعد، أمام القصر الجمهوري، «نحن أسياد لبنان»!
والسؤال الأول الذي طرحه الخليجيون: هل لبنان قادر على رفض الوصاية الإيرانية؟ جاءت الإجابة قبل انتهاء المهلة التي أعطيت للبنان، وسبقت الموعد المعطى في الكويت. كان الخليج هو الباب الأخير المفتوح أمام احتمالات الإنقاذ، وها هو يُصفَق في وجه لبنان.
يحدث ذلك فيما الدولة اللبنانية تزداد غرقاً في بحر التنكر. فهي مثلاً تدرس وضع موازنة سنوية مثل الدول الطبيعية، وهي تمنع حاكم البنك المركزي من السفر، وتضع «إشارة» على ممتلكاته وسياراته. ثم تطلب من هذا الحاكم أن يدير أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخ المنطقة.
عزل وزير خارجية العهد الأول جبران باسيل، الدولة، عن الخليج، ثم تولى وزيرها الآخر شربل وهبة، عزلها عن «البدو» أينما كانوا، تولى وزيرها جورج قرداحي، الدفاع عن فريق الحوثيين «إنسانياً» من بين جميع فرقاء اليمن.
فيما فقد لبنان جميع أصدقائه وشركائه الطبيعيين والتاريخيين، عوض عنه التنعم بصداقة فنزويلا، والتساوي معها في مستوى المعيشة، ومستوى النقد، ومستوى الرواتب، ومستوى ارتفاع الثلوج التي تلف مخيمات اللاجئين قبل أن تتركها للعواصف والصقيع.
كان لبنان شريكاً حقيقياً لجميع الدول العربية حتى خلال الاحتلال الإسرائيلي. بقي له شيء من احترام ومن عطف ومن سيادة ومن جوهر الدولة. الآن لم يبق له شيء. حتى في الشكل، حتى في الاسم. معروف عن الدروز أنهم يغيرون أحرف الألفباء حتى لا يتلفظوا بكلمة نابية. غير وليد جنبلاط القاعدة الذهبية على التلفزيون ليقول بدون تعديل في الأحرف، أو الكلمات، «حرق... ميشال عون».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يحضر غائباً يحضر غائباً



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 19:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon