توقيت القاهرة المحلي 19:48:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في بلد استضاف عبد العزيز

  مصر اليوم -

في بلد استضاف عبد العزيز

بقلم: سمير عطا الله

كانت الكويت أول بلد يستقل في الخليج العربي عام 1961، وفور الاستقلال حدث أمران متوقعان لدى العارفين بأمراض العلاقات العربية: الأول أن العراق المتحول حديثاً إلى نظام الزعامة الواحدة، أعلن ضم الدولة المستقلة باعتبارها جزءاً منه. الثاني أن السعودية أصرت على إرسال قوة عاجلة إلى الكويت، ولم تكتفِ لا ببيان ولا بتصريح ولا بمؤتمر عاجل. وكانت السعودية أيضاً أول دولة عربية تُرسل سفيرها إلى البلد الذي عاش فيه الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، سنوات عدة وكأنه في بلده.
كانت الكويت أيضاً أول بلد خليجي يعتمد النظام الدستوري والحياة البرلمانية. وكان بعض أفراد مجلس الأمة، ولا يزالون، يسيئون إلى العلاقة المشتركة والمصالح الدائمة. وفي أحيان أخرى كانت الصحافة هي من يتولى تلك الإساءة. غير أن أهل الحل والربط في البلدين كانوا يتفادون دائماً أن يُصاب جوهر العلاقة بأي ضرر. وكان بعض النواب يذهبون إلى أبعد مما تتحمله الأخلاق العربية وعلاقات الجوار والأخوة، غير أن الدولتين كانتا تسارعان إلى ضبط الشطط وانعكاساته ونتائجه.
استبق وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد، زيارة الأمير محمد بن سلمان، بإعلان موقف حكومي يضع الروابط القائمة بين الجارتين في أعلى المراتب بالنسبة إلى بلاده. وهي سابقة قلما أن تحدث. ففي العادة تنتظر الحكومات وصول ضيفها إلى البلاد كي تُعلن ترحيبها به، وتسجل مدى أهمية الزيارة. غير أن الكويت أرادت، على ما يبدو، أن تسجل لأهل الإقليم وللعالم العربي، ماذا تعني الجولة التي يقوم بها الأمير في هذه الظروف التاريخية.
لم تكن جولة ولي العهد مجرد زيارات ودية أو تقليدية، وإنما منطلقاً جديداً لسياسات التنسيق والتعاون في مواجهة خطاب عدائي حاد لا يكف عن إثارة القلق والنعرات والتهديد. ففيما كان الأمير محمد يقوم بجولته كانت الوسائل الإيرانية تستخدم تعابير ومصطلحات أقرب إلى الإساءة ومليئة بالابتزاز، وتحاول بكل وضوح رسم خطوط الفصل والعداء بين دول الإقليم، بدل التجاوب الطوعي والعفوي مع مبادرات التقارب التي يتخذها العرب جميعاً.
الدبلوماسية التي يطرحها ولي العهد أمام الشركاء العرب والحلفاء الأجانب، لا تترك مجالاً للشك بأن المنطقة تواجه خطراً جدياً في هويتها الأساسية. وهي لن تبادل طهران بهذا النوع من الخطاب الخالي من كل لياقة أو حساب، لكنها أيضاً لن تتظاهر بالصم والعمى، حيال ما يصدر من الجهات الإيرانية من تهديد العلاقات وللجوار ولسلامة المنطقة وأمنها.
لم يعرض الأمير محمد بن سلمان، سياسة مزدوجة، بل سياسات ثنائية عميقة الجذور وبعيدة المدى. لم يعد من الممكن للتجمع الخليجي أن يتجاهل إلى أي مدى تُعرض إيران سلامة المنطقة للتفجر، ولو عن طريق وكلاء ومكلفين. لم تتوقف الهجومية الإيرانية عند حد أو حدود. وهي تريد أن تجر المنطقة إلى حياة قتالية دائمة، وبالتالي أن تُعرض مستقبل وسلامة الجميع للخطر. في المقابل يريد أهل الخليج العربي، ويطلبون، علاقة جوار طبيعية خالية من عبارات الاستكبار والغطرسة واللهجة التي لا يقبلها أحد.
تلك هي على الأرجح الغاية الكبرى من الجولة الأولى التي يقوم بها الأمير محمد بن سلمان، شاهراً سيف المودة، داعياً الجميع إلى العمل من أجل مستقبل مُشرق بدل النزاع المُحرق الذي لم ترَ المنطقة غيره حتى الآن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في بلد استضاف عبد العزيز في بلد استضاف عبد العزيز



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon