توقيت القاهرة المحلي 20:49:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف ثم كيف

  مصر اليوم -

كيف ثم كيف

بقلم:سمير عطا الله

لا أميل كثيراً إلى كتب «تطوير الذات»، برغم معرفتي أنها مفيدة لدى القطاع الأوسع من الناس، خصوصاً الناشئين والجديين وذوي الطموح. ومن هذه الكتب الأكثر شيوعاً ما يمكن تصنيفه تحت عنوان واحد، هو «كيف». أي كيف تصبح كاتباً، وكيف تصبح مليونيراً، وكيف تصبح شاعراً، أو روائياً. وأنا واثق من أن نجيب محفوظ لم يقرأ سطراً من «كيف» تصبح روائياً، ولا الوليد بن طلال «كيف» تصبح مليونيراً، ولا محمود درويش كيف تصبح شاعراً، وأي شاعر.
يقول المثل «أنا لا أصدق الخرافات، لكن لا ضير في الدق على الخشب». وقد وجدت متعة ومعرفة في كتاب عبد المحسن بن عبد الله الماضي «قراءة الكتابة»، وهو مجموعة مطالعات وأبحاث ودراسات في أصول وفنون الكتابة، تلخص كلها إلى أن الكتابة تُعلم بالكتابة، تماماً كما كان يقول المفكر صبري أبو المجد «العلم بالتعلم».
تأخذنا مطالعات الأستاذ عبد المحسن في جولة على حياة الكتاب وطرقهم في العمل وتجاربهم مع الصعوبات والنضوب، ويذكرني بقول تي. إس. إليوت، إن الشعراء الصغار يحاولون تقليد الكبار. أما الكبار فهم يسرقون من بعضهم البعض. ولذلك يتوقف المؤلف باحترافية عالية عند المقارنات. ويروي، في صدق وبساطة وأريحية، «كيف»، وبمن تأثر في رحلة العمر بين القراءة والكتابة. وفي شجاعة نادرة يقول إنه كان يبكي بعد قراءة مصطفى لطفي المنفلوطي، في «ماجدولين» أو «النظرات». ويتسلح بقول عبد الفتاح كيليطو «أن المنفلوطي صير للحزن قيمة»، ويخالف ذلك النظرة الشائعة عن تقييم الأديب الذي جاء من منفلوط، وهو كان مغرقاً في الرومانسية، وهذا ما جعل بعض كبار عصره يسخرون منه، أمثال عباس محمود العقاد. وقد وصفه البعض بأنه «صانع الدموع» لبلاغته في استدعاء صور الفقر والظلم واليتم.
تعرف سبب التأثر بالمنفلوطي وبلاغة الحزن عندما تقرأ سيرة المؤلف مختصرة في مقدمة الكتاب: لقد نشأ في بيت غابت فيه الأم مبكرة. أما الكاتب الآخر الذي تأثر به فكان جرجي زيدان، المولود في لبنان لأسرة فقيرة، لكنه كان أحد أعلام النهضة في مصر. وقد أعجب المؤلف بطريقة زيدان في سرد التاريخ الإسلامي من خلال 22 رواية صدرت عن «دار الهلال» التي كان هو من أسسها ولا تزال على ازدهارها وشهرتها حتى اليوم.
لكن المؤلف لا يخفي جانب الضعف من سيرة زيدان. فهو قد انتقد لأنه اعتمد المصادر الأوروبية في تدوين التاريخ الإسلامي، وإنه أساء إلى صلاح الدين الأيوبي، وهارون الرشيد، والأمين، والمأمون، وإنه كان شخصانياً يفتقر إلى الموضوعية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف ثم كيف كيف ثم كيف



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 13:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 15:39 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

"المركزي المصري" يتيح التحويل اللحظي للمصريين بالخارج

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 06:59 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مواعيد مباريات اليوم الاثنين 23 - 12 - 2024 والقنوات الناقلة

GMT 08:20 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

ترامب وبوتين يتفقان علي إعادة النظام إلى الجنوب

GMT 09:31 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج العقرب

GMT 09:56 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

أخطاء مكياج شائعة تجعلك تتقدمين في السن
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon