توقيت القاهرة المحلي 05:04:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قدوتهم

  مصر اليوم -

قدوتهم

بقلم: سمير عطا الله

أول عمل قام به النظام العربي بعد الاستيلاء على السلطة، كان إلغاء الفكر، ومنع طرح الأسئلة. ومع أن معظم الدول المستقلة حديثاً كانت تحت الاستعمار البريطاني الناجح في بلاده، فقد اختار النظام العربي أن يقلد الهتلرية الألمانية والستالينية السوفياتية، وبكل سذاجة أيدنا نظام العقيد خوان بيرون في الأرجنتين، لأنه مؤيد للنازية. وحتى هذه اللحظة لا تزال أجمل بلاد الأرض تدفع ثمن الحماقة البيرونية، إفلاساً وفوضى.
لم يمنع النظام العربي طرح الأسئلة السياسية فقط بل أسئلة الاقتصاد ورغيف الخبز والتخلف الطبي، وفي ظل الاستعمار كنا نرسل أطباءنا للتخصص في باريس ولندن، وفي الحرية أرسلناهم إلى موسكو. في حين أن الكرملين استدعى الطبيب الأميركي من أصل لبناني مايكل دبغي لكي يجري عملية جراحية في القلب للرئيس بوريس يلتسين.
كانت كل ثقافة النظام العربي ومعرفته وآفاقه مجموعة مترجمات ضئيلة ومجموعة شعارات نحاسية والكثير من طباع القوة والقمع. وفيما قلد نهرو في الهند ديمقراطية النظام الاستعماري لكي يتمكن من الحفاظ على حضارات الشعب الهندي، أعلنا نحن الحزب الواحد، والفكر الواحد، والأبد الواحد. وأدخلت العائلات السياسية العراقية العريقة السجون، بينما تسلم شؤون العدل والقانون العقيد المهداوي، الذي رسم للعراق في الخارج، صورة أخرى من الصور المؤلمة.
لم يصغ العرب طوال تلك السنين إلا للقرون الوسطى، أو ما قبل. وأخذ الملازم معمر القذافي على عاتقه تنظيم اقتصاد ليبيا، ومن ثم اقتصاد العالم، ومن أجل ذلك أخذ خيمته معه إلى بلاد الأرض.
حتى هذه اللحظة لم يستطع لبنان، بلد الكتاب والمؤرخين، وضع كتاب موحد لتاريخ لبنان. فالدأب العربي إلغاء التاريخ. وهل سمعت زعيماً عربياً مرة يتحدث عن معدلات النمو أو يعد بإزالة الفقر أو يعقد اتفاقاً أكاديمياً أو ثقافياً مع جامعة محترمة؟
نفيق كل يوم فلا نرى شيئاً تغير. لا تزال الأسس الفكرية للنظام العربي كما هي. التخرج يكون من السجون لا من الجامعات. والأساتذة ليسوا من يختارهم أهل العلم بل رجال الأجهزة. لذلك يسير العالم كله نحو التقدم. فيما يندثر كل شيء على وعد اللقاء في فلسطين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قدوتهم قدوتهم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon