توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفرنسيون والعرّافون: الجنون حتى هيغو

  مصر اليوم -

الفرنسيون والعرّافون الجنون حتى هيغو

بقلم :سمير عطا الله

بعد عودة الرفات إلى فرنسا عام 1840، وسط احتفال عظيم تحت قوس النصر، وموجة الاندفاع الكبيرة في البلد نفسه، تم قبول 14 «إمبراطوراً» في مستشفى بيسيتر في باريس، وكان الرجال جميعهم يتشاركون الصفات نفسها: متسلطين وسريعي الغضب، ويعتبرون أنهم «أسياد العالم». إن جموح السيطرة اللامحدودة، بالإضافة الى الغموض والأسرار التي تحيط بممارسة السلطة السياسية، كانت تقع في قلب هذه الظاهرة النابوليونية.

«نحن نعتبرك إلهنا»، هذا ما كتبه فيكتور هيغو عن نابوليون في إحدى قصائده عام 1830. فإن كان الامبراطور قادراً على تحدّي قوانين الطبيعة، وإلهام النبوءات والتكلم مع الموتى، فليس من المستبعد الاعتقاد بأنه تجسد للألوهية بحد ذاتها. ومن هذا المنطلق، احتفل بعض الماسونيين وبعض الجنود السابقين بعبادة نابوليون، وانتشر على نطاقٍ واسع معتقدٌ شعبي يفيد بأن الإمبراطور لم يمت، لدرجة أنه لقِّب بـMalmort (الذي لم يمت). وفي عام 1848، صوّت العديد من الفلاحين للويس نابوليون لأنهم اعتقدوا أنّ الإمبراطور تقمّص فيه. وفي إحدى القصائد العربيّة التي نُظمت على شرف أعظم محارب وغازٍ معاصر، تُرجمت لاحقاً إلى الفرنسية في سنوات الترميم، اعتُبر نابوليون نجماً سماوياً يحمل بصمة الألوهيّة. ولعلّ سيمون فانو مَن أكرم الامبراطور بأغرب طريقة: فهو أسس على شرفه مذهباً دينياً جديداً باسم «Evadism» تتمّ فيه عبادة إله ثنائيّ الجنس اسمه ماباه. حتى إن فانو توجّه برسالة إلى البابا غريغوار السادس عشر معلناً ولادة الإله الجديد، وداعياً إياه إلى التخلي عن بابويته، كما طلب منه أن يستبدل بيوم الجمعة الحزينة تاريخ 18 يونيو (حزيران)، أي ذكرى اندلاع معركة واترلو.

واحتفل فانو بعودة رفات الإمبراطور إلى فرنسا بكتابة نشرةٍ انتهت بنبوءةٍ بتجدد البشرية المستمرّ، فقال: «إن الموت ليس قبراً، بل مضجع حياةٍ أعظم، وحب أزلي»، وختم بأن «الأنانية هي الليل، والوحدة هي نور الحياة». وأصبح فانو لاحقاً داعماً شديداً لثورة عام 1848، معتبراً أنها قد تحقق رؤيته. ونالت عقيدته إعجاب شخصيّات جمهوريّة راديكالية كجورج صاند والفونس بيات. حتى إن «النبيّ» عرض على ألكسندر دوماس، أحد المنتسبين الآخرين لطائفته، أن يكون الماباه الجديد، لكن كاتب «كونت مونتي كريستو» رفض لأن «مهمّات المركز لم تكن واضحة بما فيه الكفاية».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفرنسيون والعرّافون الجنون حتى هيغو الفرنسيون والعرّافون الجنون حتى هيغو



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon