توقيت القاهرة المحلي 08:26:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اللوكيشن

  مصر اليوم -

اللوكيشن

بقلم:سمير عطا الله

كلما تقدم العلم لمحةً في المسائل اليومية الواجبة؛ أدركتُ أنَّ عليَّ الدخول مجدداً في دورات تأهيلية موسعة.

لم يكن يخطر لي على سبيل المثال: أنني لن أستطيع أن أطلب سيارة تاكسي، لأنني لا أعرف طريقة استخدام «اللوكيشن».

يفهم المرء اليوم أنه يستحيل عليه حجز تذكرة طائرة إذا لم يكن يجيد استخدام الموبايل، أما أنه بحاجة إلى دورة تدريبية للاتصال بالسادة السائقين فلم يكن في الحسبان أبداً.

وبدل الدورة التدريبية اعتدتُ الاستعانة بأحد أفراد الأسرة، أو بموظفي الاستقبال في الفنادق أو بمن حضر.

يصعب على المرء أن ينتمي إلى جيل لا علاقة له إطلاقاً بالحياة اليوم. أحياناً بعض هذه الصعوبات أمكن حلها كما حصل في «اللوكيشن». لكنَّ البعض الآخر سوف يظل مستحيلاً ما دام العلم مسابقاً نفسه، وجيلنا عاجز عن اللحاق بنفسه.

ففي الصباح الماضي؛ كنت أحاول رفع السماعة لأتصل بطبيب أعرفه منذ خمسين عاماً على الأقل معتقداً أنه سيجيبني على الفور أو ستجيبني مساعدته، فجاءني صوت المجيب الآلي: للغة العربية اضغط على الرقم واحد، ضغطنا. ثم قال للغة الإنجليزية اضغط على الرقم اثنين. لا علاقة لنا.

ثم قال صاحبنا من وراء الشاشة: للمساعدة في الإنجاب اضغط على الرقم ثلاثة؛ تجاهلنا. جربت جميع الأرقام التي تشير إلى الطبيب الصديق؛ لكنني لم أفلح. هنا قررت الاتصال على هاتف المستشفى مباشرة، ظناً مني أن هذا من شأنه أن يجدي، ردت إحداهنَّ وقالت إنها سوف تحولني إلى الدكتور، لكنَّها أعادتني إلى صوت آخر يقول: رقم ملفك، هويتك والغاية من هذا الاتصال.

ولما لم يكن في كل ذلك ما يعنيني، أخذت أجرب جميع الأزرار الأخرى إلى أن جاءني صوت من بلاد الهند والسند يقول: يجدر بك العودة إلى تطبيق الملف التلقائي.

عن أي تطبيق تتحدث يا مستر. باتيل، فأنا بالكاد أعرف «اللوكيشن» الذي أنا فيه.

خطر لي عندها أن أتصل بواحد من الأصدقاء المشتركين، أطلب منه رقم صديقنا فجاءتني أصواتهم متواليةً على الهواتف واحداً بعد الآخر: الرجاء ترك رسالة صوتية بعد سماع الصافرة.

شعرتُ بأن كل ما بقي لي من أعصاب قد تحول إلى يأس وعجز. ورأيت أنه لا حل أمامي سوى أن أذهب للطبيب بنفسي ولو من غير موعد.

فخرجت من الفندق أبحث عن سيارة التاكسي في وقت الذروة، وبعد عشر دقائق أو أكثر توقف أمامي المستر «باتيل». دخلت السيارة محاولاً تهدئة نفسي متنفساً الصعداء وأعطيت سائق التاكسي اسم المستشفى فنظر إليّ في المرآة، وقال: هل تعرف «اللوكيشن»!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللوكيشن اللوكيشن



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon