توقيت القاهرة المحلي 06:00:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هولاكو من الجو

  مصر اليوم -

هولاكو من الجو

بقلم:سمير عطا الله

تعمد «الإسرائيليون» منذ بداية هذه الحرب خطة الفظاعة. حرب، ولكن أضعاف ما يجري في الحروب. من أجل قتل فرد في مبنى، يقتل 200 إنسان في مجموعة مبانٍ. ومن أجل محاربة «حماس»، تدمير كل غزة، وضرب الضفة. ومن أجل إذلال لا ينسى، إرغام الناس على الانتقال من مكان إلى مكان، ثم إعادتهم إلى المكان نفسه، ثم الدورة ذاتها - وبؤس المذلة مكررةً.

في غزة... دمَّرت كل غزة، وفي لبنان، جرفت كل ما هو «بيئة حزب الله» مثل خطوط الفلاحة. واللبنانيون الذين حاولوا الاحتماء بالآثار التاريخية، طاردتهم إلى الآثار. كل شيء بإمعان. كل تنكيل بعمد وقصد وإمعان. مدني أو عسكري أو أثري. خُمس لبنان على الطرقات. مطرود من المدن. والليل مثل النهار. وبعلبك مثل طرابلس، وطرابلس مثل عكار. ملاجئ ملاجئ. كل ثمانية أنفار في غرفة، وتحت الدرج. والإنذار الإسرائيلي وراء الإنذار: على «سكان القرى التالية مغادرتها فوراً حرصاً على سلامتهم». وأمَّا بيوتهم فسوف تدمّر من ورائهم، وأمَّا إلى أين يعودون، فاطمئنوا، سيكون هناك إعمار.

لكن من الآن وإلى حين البدء في تعمير خرائب العرب، تكون دولة «الشر الأكبر» قد رفعت العقوبات، وتحسن سعر صرف الطوفان.

إلى ذلك الحين المشاعر تتدفق على إيقاع القصف الإسرائيلي. والبث التلفزيوني يُقطع لكي يعلن جيش الدفاع الأماكن التي سوف تُمحى بعد دقائق. اهربوا حرصاً على سلامتكم. لا وقت لحقيبة ولا حتى لمعطف. لا وقت لشيء. حان موعد الغبار الثاني. هولاكو حريص على سلامة الأهالي.

هذا هو الشرق الأوسط الجديد. حطام الأرواح، وحطام النفوس، وحطام البيوت، ومقابر تقام على عجل. الجديد في الشرق الأوسط الجديد هو هولاكو الطائر. هولاكو من الجوّ. على أهالي بعلبك إخلاء بيوتهم فوراً. وأهالي حارة صيدا. والعديسة، وصور وجوارها. والنبطية، وسراييغو. وسربرينتسا. وكل تطهير عرقي، وخرائط عنصرية.

يترك هولاكو خلفه جبالاً من القرارات الدولية. وصور الأطفال الجوعى، واليتامى الجدد، ودموع «المجتمع الدولي» العقيم. والأميركيون إلى صناديق الاقتراع. ومبروك سلفاً لمن سوف ينام نوماً عميقاً في البيت الأبيض، بين كوابيس هذا العالم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هولاكو من الجو هولاكو من الجو



GMT 06:00 2025 الثلاثاء ,11 آذار/ مارس

أيام رجب البنا!

GMT 05:58 2025 الثلاثاء ,11 آذار/ مارس

أفتقدهم في رمضان

GMT 05:56 2025 الثلاثاء ,11 آذار/ مارس

مزايا مصر النسبية!

GMT 05:53 2025 الثلاثاء ,11 آذار/ مارس

نضحك مساءً ونلعنه صباحًا!

GMT 05:51 2025 الثلاثاء ,11 آذار/ مارس

حق أصيل للناس

GMT 05:49 2025 الثلاثاء ,11 آذار/ مارس

سوريا أمام المخاطر

GMT 05:47 2025 الثلاثاء ,11 آذار/ مارس

هل سينقذ ترامب الغرب أم يدمره؟ (١- ٢)

GMT 05:45 2025 الثلاثاء ,11 آذار/ مارس

مقعده المعتاد في المقهى

الملكة رانيا بعباءة بستايل شرقي تراثي تناسب أجواء رمضان

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:49 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

سوريا بين الفوضى والمجهول وسط تصاعد العنف
  مصر اليوم - سوريا بين الفوضى والمجهول وسط تصاعد العنف

GMT 10:29 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

نيكول سابا تعلق على دورها في "وتقابل حبيب"
  مصر اليوم - نيكول سابا تعلق على دورها في وتقابل حبيب

GMT 01:34 2025 السبت ,08 آذار/ مارس

دعاء اليوم الثامن من رمضان

GMT 09:10 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

GMT 19:29 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

هيا الشعيبي تسخر من جامعة مصرية والشيخة عفراء آل مكتوم ترد

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

زوجة رامي صبري تبدي رأيها في أغنية فعلاً مبيتنسيش

GMT 02:52 2025 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

السعودية تعلن ارتفاع استثماراتها في مصر 500%

GMT 22:37 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

العثور على جثة مواطن مصري متعفن داخل شقته في الكويت

GMT 19:36 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

اغتصاب وقتل طالبة إسرائيلية على يد مغني

GMT 03:44 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

إيناس إسماعيل تُقدِّم طريقة بسيطة لتصميم ماكيت الكريسماس

GMT 06:31 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

طريقة سهلة لتحضير محشي ورق العنب بلحم الغنم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon