توقيت القاهرة المحلي 20:57:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هولاكو من الجو

  مصر اليوم -

هولاكو من الجو

بقلم:سمير عطا الله

تعمد «الإسرائيليون» منذ بداية هذه الحرب خطة الفظاعة. حرب، ولكن أضعاف ما يجري في الحروب. من أجل قتل فرد في مبنى، يقتل 200 إنسان في مجموعة مبانٍ. ومن أجل محاربة «حماس»، تدمير كل غزة، وضرب الضفة. ومن أجل إذلال لا ينسى، إرغام الناس على الانتقال من مكان إلى مكان، ثم إعادتهم إلى المكان نفسه، ثم الدورة ذاتها - وبؤس المذلة مكررةً.

في غزة... دمَّرت كل غزة، وفي لبنان، جرفت كل ما هو «بيئة حزب الله» مثل خطوط الفلاحة. واللبنانيون الذين حاولوا الاحتماء بالآثار التاريخية، طاردتهم إلى الآثار. كل شيء بإمعان. كل تنكيل بعمد وقصد وإمعان. مدني أو عسكري أو أثري. خُمس لبنان على الطرقات. مطرود من المدن. والليل مثل النهار. وبعلبك مثل طرابلس، وطرابلس مثل عكار. ملاجئ ملاجئ. كل ثمانية أنفار في غرفة، وتحت الدرج. والإنذار الإسرائيلي وراء الإنذار: على «سكان القرى التالية مغادرتها فوراً حرصاً على سلامتهم». وأمَّا بيوتهم فسوف تدمّر من ورائهم، وأمَّا إلى أين يعودون، فاطمئنوا، سيكون هناك إعمار.

لكن من الآن وإلى حين البدء في تعمير خرائب العرب، تكون دولة «الشر الأكبر» قد رفعت العقوبات، وتحسن سعر صرف الطوفان.

إلى ذلك الحين المشاعر تتدفق على إيقاع القصف الإسرائيلي. والبث التلفزيوني يُقطع لكي يعلن جيش الدفاع الأماكن التي سوف تُمحى بعد دقائق. اهربوا حرصاً على سلامتكم. لا وقت لحقيبة ولا حتى لمعطف. لا وقت لشيء. حان موعد الغبار الثاني. هولاكو حريص على سلامة الأهالي.

هذا هو الشرق الأوسط الجديد. حطام الأرواح، وحطام النفوس، وحطام البيوت، ومقابر تقام على عجل. الجديد في الشرق الأوسط الجديد هو هولاكو الطائر. هولاكو من الجوّ. على أهالي بعلبك إخلاء بيوتهم فوراً. وأهالي حارة صيدا. والعديسة، وصور وجوارها. والنبطية، وسراييغو. وسربرينتسا. وكل تطهير عرقي، وخرائط عنصرية.

يترك هولاكو خلفه جبالاً من القرارات الدولية. وصور الأطفال الجوعى، واليتامى الجدد، ودموع «المجتمع الدولي» العقيم. والأميركيون إلى صناديق الاقتراع. ومبروك سلفاً لمن سوف ينام نوماً عميقاً في البيت الأبيض، بين كوابيس هذا العالم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هولاكو من الجو هولاكو من الجو



GMT 19:18 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

أمريكا والشرع.. ‎تناقض أم مصالح؟!

GMT 19:17 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

صلاح رقم 11 ومرموش 59!

GMT 06:50 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وإني لحُلوٌ تعتريني مرارةٌ

GMT 06:48 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 06:45 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 06:43 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 06:41 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 06:40 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 17:46 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 22:59 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

نانسي عجرم تهنئ شعب البحرين بالعيد الوطني الـ53

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح

GMT 15:39 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

"المركزي المصري" يتيح التحويل اللحظي للمصريين بالخارج

GMT 21:50 2021 السبت ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيديو كليب صورة افتراضية

GMT 18:31 2017 الإثنين ,13 شباط / فبراير

ردّ الجميل للنادي المصري

GMT 09:51 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

أفكار إطلالات المحجبات من وحي مدونات الموضة

GMT 07:56 2021 الأربعاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رقي الإمارات سرها وسحرها

GMT 08:28 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

روتين العناية بالبشرة خلال فترة تغيير الطقس

GMT 09:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طريقة عمل تورتة بالشوكولاتة والمكسرات

GMT 09:55 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

تعقيدات قواعد المجوهرات في العمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon