توقيت القاهرة المحلي 00:20:33 آخر تحديث
الأحد 13 نيسان / أبريل 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

هذا بلدها

  مصر اليوم -

هذا بلدها

بقلم:سمير عطا الله

في الحرب الأهلية اللبنانية كان الأطفال يميزون نوعية المدافع والقذائف من أصوات دويّها. وكانوا يتبادلون تحليل المعلومات فيما بينهم: هذا قصف 70/2 أو هذا آر بي جي. والأكثر خبرة بينهم كان يعرف مواعيد الجبهات، وساعات الهدنة المتفق عليها بين المتقاتلين، وخريطة الطرق الآمنة.

الآن عليك العيش مع أزيز المسيّرات الإسرائيلية. عيار واحد لا يتغير. تسمعه واضحاً ولا تعرف من أين، إلا إذا فاتحك ناطق الجيش الإسرائيلي. تضيء على شاشة هاتفك بقعة حمراء مرفقة بتحذير حربي: كل مَن هو في هذه المنطقة يجب أن يبتعد عنها 500 متر.

غير أن المعنيين يحاولون الابتعاد آلاف الأمتار، لا يدرون إلى أين، ولا إلى متى. والأزيز يزيد في الغموض لأنه في كل الأجواء، ولا تعرف في أي لحظة يتحول إلى انفجار من النوع الذي يهز الأرض والسماء.

إياك أن تشكو أو تتذمر. سوف يقول سامعك متذمراً من تذمرك، ماذا لو كنت في الجنوب؟ ماذا لو كنت في البقاع؟ ما عليك سوى أن تنتظر الهدنة التالية. هذا بلد ليس فيه حرب دائمة ولا سلام دائم. فقط هدنة ممددة، أو مقصوفة وأزيز. أزيز رتيب مستمر، مزعج، قبيح، يطارد شرايين الهدوء وعروق الطمأنينة.

الأطفال وحدهم يعثرون على أسماء لهذه الأنواع من الرعب. أو بالأحرى على أرقام وعيارات والـ«كودات». الفارق بين الحرب الماضية وهذه المسيرات المحلّقة أنها جوية كلها، لا حواجز طيارة، أو ثابتة. ولا أيضاً سبب واضح لها. فقد بدأت على أنها دعم لغزة، ولم تنتهِ بعدُ على طريق مطار بيروت، أو في أي مكان من لبنان حسب تهديد نتنياهو.

عندما تسمع ذلك، ماذا تفعل؟ تتطلع من الشرفة لتقرأ أين سوف ينفذ تهديده التالي على هذا البساط الممتد حول حوض المتوسط. وتدرك كم أنت في حاجة إلى خبرة الأطفال، لكي تعرف بأي أسلحة تخاض الحرب الجديدة. أو في أي لحظة سوف تسقط الهدنة. أما الحرب، فلا نهاية لها. هذا بلدها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هذا بلدها هذا بلدها



GMT 22:03 2025 السبت ,12 إبريل / نيسان

خطة عسكرية لليمن... متى المشروع السياسي!

GMT 20:30 2025 السبت ,12 إبريل / نيسان

‎العرب والأكراد .. واللغة

GMT 20:29 2025 السبت ,12 إبريل / نيسان

صلاح.. القصة الكاملة

GMT 10:53 2025 السبت ,12 إبريل / نيسان

هل ترضى إيران من الغنيمة بالإياب؟

GMT 10:50 2025 السبت ,12 إبريل / نيسان

كفى بالله تحشيدا وتجييشا!

GMT 09:54 2025 السبت ,12 إبريل / نيسان

العودة إلى عُمان

GMT 09:52 2025 السبت ,12 إبريل / نيسان

وَحَبَّبَ لِلنَّاسِ أَوْطَانَهُمْ

GMT 09:50 2025 السبت ,12 إبريل / نيسان

زمن بورقيبة التونسي

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:09 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الخميس 29 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 14:28 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير المصري تدعم إستمرار ميمي عبد الرازق كمدير فني

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,20 آذار/ مارس

وقف تراخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 18:51 2021 الثلاثاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أودي تضيف طرازا جديدا لفئة R8 بمواصفات عصرية خارقة

GMT 03:06 2021 الإثنين ,27 أيلول / سبتمبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الأحد 26 سبتمبر 2021

GMT 15:20 2021 الأربعاء ,22 أيلول / سبتمبر

تفاصيل دعوة جديدة لـ براد بيت ضد أنجلينا جولي

GMT 20:14 2021 الأربعاء ,18 آب / أغسطس

أنغام تطرح أغنيتها الجديدة "ونفضل نرقص "

GMT 03:32 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

الأسهم الأوروبية تغلق مرتفعة بعد صعود شركات الطاقة

GMT 08:02 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

إيلون ماسك يسدد لكمة جديدة لـ«بتكوين»

GMT 11:16 2021 الإثنين ,31 أيار / مايو

ليفربول يتحرك لحسم مصير محمد صلاح

GMT 10:39 2021 الخميس ,27 أيار / مايو

أسعار النفط تتجه إلى المنطقة الحمراء

GMT 16:07 2021 الثلاثاء ,18 أيار / مايو

نور اللبنانية تخطف الأنظار بإطلالة أنيقة

GMT 11:26 2021 السبت ,27 آذار/ مارس

تويتر يجلب إيموجى فيسبوك قريبا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon