توقيت القاهرة المحلي 06:10:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أشهر ثنائي فرنسي: غرباء

  مصر اليوم -

أشهر ثنائي فرنسي غرباء

بقلم:سمير عطا الله

تحتل الحرب الأهلية الإسبانية حيزاً مهماً من المذكرات، وهي مأساة هيمنت على حياة سيمون وسارتر لسنتين. لم ينتصر جيش فرانكو بالسرعة التي تمناها اليمين، غير أنه لم يُسحق بالسرعة التي تمنياها. كانت الحرب ملحمة حزينة وجدا نفسيهما معنيين بها كثيراً.

ثم تعود الكاتبة إلى الحرب الأهلية الإسبانية عبر مرويات صديق اسمه فرناند، قاتل في شوارع مدريد المدمرة. تعترف بأن السبب وراء كل هزائم الجمهوريين واحد: انعدام الأسلحة. شعرت وشلتها بالعجز التام والعزلة. وترسم علامات استفهام حول الموقف الحقيقي للاتحاد السوفياتي من الحرب الإسبانية.
تنتقل سيمون من الشخصي إلى العام السياسي برشاقة. ففي فرنسا، «احتضرت الجبهة الشعبية أشهراً. وبينما كان اليسار يتهاوى، راحت الفاشية تتفاقم. كان هتلر وموسيليني بصدد احتلال إسبانيا. كانت حصيلة الغارات في يومين 1300 قتيل و4000 جريح. سقطت النمسا في يد هتلر. كانت المأساة الإسبانية تؤسفهما، والألمان يرعبوننا»، تعترف سيمون.
كانا يرتادان السينما بانتظام ووجدا أن الكوميديا الأميركية ممتعة. لم تكن للحكايات التي ترويها تلك الأفلام معنى، لكنها كانت محبوكة بشكل مذهل. فترت صداقتهما وسط معاركهما مع دور النشر: «غاليمار» رفضت مخطوطاً لسيمون، فقدمه سارتر لـ«غراسيت» التي رفضته بدورها. تعترف الكاتبة: «بدا مخزون الأيام التي عشناها خلال السنوات التسع الماضية ينضب. فيقومان برحلة إلى المغرب متنقلَين بين الدار البيضاء والرباط وفاس ومراكش، قبل العودة إلى فرنسا. أحس اليسار الفرنسي برمّته بالحزن والمسؤولية إزاء انتصار فرانكو.
تشير دو بوفوار إلى أن حياتها كانت مشروعها، وأنها آمنت بالقدرة على الإمساك بها. فهي قد منحتها الكثير: كتباً كثيرة، لوحات، مدناً، عدداً من الوجوه، الأفكار والعواطف والأحاسيس. وفي إشارة إلى الثرثرات الاجتماعية حولها تقول: «سيقال إن سارتر بالنسبة لي كان تعويضاً عن الأب».
في الجزء الثاني من كتاب «قوة العمر» كتبت في المقدمة أن التاريخ قد تداعى فجأة فوق رأسها ووجدت نفسها مشتتة في أركان الأرض الأربعة. دخل سارتر في الخدمة العسكرية.
قُصفت باريس وسقط عدد كبير من الضحايا. قيل لها إن سارتر سيؤخذ أسيراً. فتعترف سيمون: «لن أكون شيئاً من دونه. كانت باريس فارغة بصورة عجائبية، والجو رمادي، بارد قليلاً، كل شيء مقفر. يا للفراغ! لا بنزين ولا سيارات في الشوارع. الحافلات نادرة، وكان الجَوَلان بالدرّاجات الهوائية حصرياً. لقد جعلوا من فرنسا غرفة علوية تابعة لألمانيا». تعلن سيمون أن «هتلر والنازية عالم أكرهه من بعيد». تصلها رسالة من سارتر تقول: «سيعود بعد فترة إلى باريس»، وينخرط في نشاطات فردية. «كنا نفكر في إصلاح المستقبل». ثم يقومان برحلات إلى الريف الفرنسي. «فرنسا اليوم ليست أفضل من إقامة محروسة، معزولة عن باقي الأرض. خنقنا الليل».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أشهر ثنائي فرنسي غرباء أشهر ثنائي فرنسي غرباء



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon