توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فندق متروبول

  مصر اليوم -

فندق متروبول

بقلم :سمير عطا الله

من المصادفات النادرة قراءة كتابين خلال أسبوع واحد، متباعدين في التواريخ، وفي النوع وفي نوعية المؤلفَين، ويجمع بينهما، لا عاصمة واحدة، بل فندق واحد أيضاً هو متروبول موسكو. الكتابان هما سيرة الكاتبة لودميلا بتروشفسكايا، ورواية أمور تاولز «جنتلمان في موسكو».
ليست أحداث السفر جميلة كلها. لم أكن أتوقع مفاجأة ممتعة في متروبول موسكو العام 1972. يومها لم يكن زائر المدينة هو من يختار الفندق الذي يحل فيه، وإنما وكالة «انتوريست» الرسمية التي هي، مثل كل شيء آخر، فرع من (الكي جي بي)، الاستخبارات، التي تضم مليون عضو، لهم مهمة واحدة: الخوف. وليس من الضروري إطلاقاً أن يكون لديك ما تخاف منه، أو تخاف عليه، لكن المواطن الصالح هو الذي يخاف بلا سبب. أما الذي لديه سبب، فقد أصبح في سيبيريا منذ زمن.
كان المتروبول كئيباً معتماً قديم الأثاث، ضيق الغرف، موظفوه قلائل كأنك في بيت أشباح، وإذا ظهروا فعابسون بعكس العمل الفندقي. ويخيّل إليك أن سبب كل ذلك وجودك في المدينة. لكنك سوف تقرأ فيما بعد في الكتب والروايات أن هؤلاء فقراء وأشقياء، وإن صحن السلاطة الذي تقذفه لك النادلة، كثير البيض، نادر الخضراوات، لا تحصل هي عليه إلا بعد الوقوف طويلاً في طابور الخس وطابور الملفوف وطابور الفجل.
في الروايات، أن المتروبول كان قبل الثورة رمز الرفاهية والجمال، مثل «جورج سانك» في باريس و«السان جورج» في بيروت، و«الوالدروف استوريا» في نيويورك. لم تنجح الشيوعية السوفياتية إلا في شيء واحد: الخوف!
في «الجاسوس والخائن» قصة العقيد أولغ غورديفسكي الذي تطوع لنقل أسرار روسيا إلى البريطانيين، نعرف أن والد الرجل كان موظفاً قديماً في (الكي جي بي) وكذلك شقيقه الأكبر. ثم هو. ولم يعرف أحدهم بالآخر.
عندما أشاهد الآن أفلاماً مصورة أتساءل أين المتروبول؟ أين ذلك النزل القائم في هذه المباني الجميلة والشوارع الرائعة والواجهات الخلابة. لقد استعادت روسيا من زمن القتوم جمالها الأول، واستعادت سانت بطرسبرغ بهاء الهندسة الأوروبية و«الحقبة الجميلة»، ويأتي إليها أهالي روما وباريس ولندن للانبهار بواحدة من أهم مراكز الفنون في العالم.
«المتروبول» كان اسم علم لحقبتين، جمال الحقبة القيصرية مع الفقر والرعب والظلم، وفظاظة الحقبة السوفياتية مع رثاثة الحياة والخلو من أي جمال أو كفاية. من روسيا القديمة تستعيد روسيا الراهنة ملامح الجمال وتجددها. وفي إمكان أي روسي السفر إلى أي مكان لأن الدولة لم تعد تخشى ألا يعود. ذات يوم بنت ألمانيا الشرقية جداراً أشبه بسور برّي ومائي لكي تمنع مواطنيها من القفز إلى الغرب. 1.5 مليون فرّوا ولولا الجدار لما بقي أحد. إنهم يسافرون اليوم والأجانب يتمتّعون «بحريَّة» المتروبول.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فندق متروبول فندق متروبول



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon