توقيت القاهرة المحلي 19:48:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تعويض

  مصر اليوم -

تعويض

بقلم :سمير عطا الله

«القرى الصغيرة تكثر فيها الشخصيات». قول لا ينسى، لكنني للأسف نسيت اسم قائله. هكذا يحدث مع الوقت. يبقى القول ويضيع القائل في سراب النسيان. من دون جهد يضيع. والناس تواطأت من زمان على تخفيف حمل الذاكرة: القائل ليس مهماً إلا في الفروض المدرسية وامتحانات الدخول. تلك هي مهارة الذاكرة، أهم البراعات في العقل. هي تقرر: الأهم والمهم والمنسي. الدائم والعابر والمستبقي.
وزال من الذاكرة صاحب ذلك القول. والحقيقة أن الأمر غير مهم على الإطلاق، لأنه قول شاعري بغير دقّة. الصحيح أن الشخصيات والطباع موجودة في كل مكان وكثيرة في المدن، لكننا نعرف بها في القرى لأن القرى صغيرة. وهل المدن إلا قرى تجمعت مع السنين بعضها على بعض؟ وماذا كانت لندن سوى قرى؟ لكن «الشخصيات» تضيع في المدن. ولولا صنايعية عباقرة مثل نجيب محفوظ لما تذكرتَ أن المدن معرض للطباع. لكن توفيق الحكيم اتبع المدرسة القديمة دون عناء: ذهب إلى الأرياف وعاد منها بيوميات جاهزة وما عليه سوى أن ينسخ ويسجل: القاضي والشرطي والأفندي واللغة والحوار والعمدة والأسطى والشاويش.
اللوحة جاهزة في القرى: صيّاح القرية، والفتوة والبقّال الموالي للحكومة. ولعله مُخبِرُها أيضاً. ويقدم لمؤيديها معاملة خاصة يمنعها عن المعارضين، كما يستقبل المؤيدين بالابتسامة والتأهيل وبالكاد يرد تحية المعارضين، أو يسألهم عن أبنائهم. مزعجة الأمكنة الصغيرة. وتهدّئ الناس أعصابها بتمضية الوقت في الحقول، حيث لا تفل الوحدة إلا بالوحدة، كما لا يفل الحديد إلا بالحديد. وهذا أيضاً قول لا أعرف صاحبه، لكن لا بد أنه واحد من اثنين: فيلسوف أو حداد. والأرجح أنه القائل أيضاً: «ما بين المطرقة والسندان». وله فضل عظيم على الكسالى وخاملي العقول ومداومي «قهوة النشاط»: يرددونه مثل «إف» و«تبّاً» وعلى قول المثل، ويكرر خاملو الصحافة العناوين والكليشيهات طوال الأيام والسنوات، ثم العمر. ثم يكررها من بعدهم ورثة الخمول والتنبلة وذبابة تسي، تسي، مسببة النوم الطويل.
واللوم في الصحافة ليس على عبقري «المطرقة والسندان»، بل على المسؤول الذي يمسك برأس كل من يستخدم هذه التعابير، ويفقعها مطرقة من هنا وسنداناً من هناك ويطلب تعويضاً عن الضرر الذي ألحقه بهما.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعويض تعويض



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon