توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجريمة... والعقاب

  مصر اليوم -

الجريمة والعقاب

بقلم: سمير عطا الله

في حالة مثل اغتيال شيرين أبو عاقلة، تنصرف الناس والدول (مثل أميركا) إلى استنكار الجريمة، وإلى تقييم الحياة المهنية للضحية، وإلى استعادة سيرتها الوطنية. فالراحلة كانت ذات شهرة مهنية وشعبية معاً. وكانت الناس تتابع معها الخبر والقضية معاً. وقد كانت على مرتبة عالية في المسألتين.

فيما انصرف الإعلام الدولي، بالإجماع، إلى تعداد معالم السيرة القيمة للراحلة الفلسطينية، نشأ في عالمنا نزاع ضار خاضه - ولا يزال - ألوف المتجادلين: هل أن لشيرين أبو عاقلة الحق في الجنة أم لا. ولا أحد يعرف مِن هؤلاء أو سواهم، إن كانت الصحافية نفسها تحلم بالجنة، أو أنها عملت في سبيل ذلك، أم لا. كل ما نعرفه، أو يهمنا أن نعرفه، إن كانت مراسلة في شهرتها، ذات ثقة وخلق، إضافة على ما هي عليه من مهارة وجهد.
أما الجنة ومفاتيحها وشروطها، فمسألة لا تقرر على «تويتر» ولا بين السيد إيلون ماسك والسيدة والدته، ولا على هذا المستوى من النقص في معارف الدنيا والآخرة. ولا خصوصاً، على هذا المستوى في تصنيف علم مؤثر من إعلام القضية الفلسطينية.
كان يمكن أن تظل قضية شيرين أبو عاقلة مسألة من مسائل طق الأحناك التي يتسلى بها هواة السوشيال ميديا. لكن العالم أجمع يراقب كيف ينظر هو إلى الجريمة، وكيف نخوض نحن قضايانا في مزيج مفزع من القسوة ومنع الرحمة. ولا شك أن موقف الكثيرين في إسرائيل إزاء شيرين أبو عاقلة كانت أكثر عدالة من موقف بعض العرب من إعدامها الهمجي الواضح والمقزز، بثلاث رصاصات في الرأس.
ليست الجنة هي المسألة. فقرارها أعلى بكثير من ضحالات العاطلين عن العمل وثرثرات الجدل الفارغ. المسألة هنا هي الأرض وأهلها وقوانينها والموقف من الجريمة. وهي الموقف الكبير، وليس التافه، من حرية الإنسان وحرية الصحافة وحرية صاحب القضية.
سرب من الغربان دخل على أسراب المغردين ينعق في تقييم مسيرة وطنية ومهنية مشهودة. وفي خدمة واضحة لإسرائيل، تم تحوير وتحويل المسألة من جريمة اغتيال معلن يستنكرها حتى البيت الأبيض، إلى صراع طائفي. القضية ليست حق شيرين أبو عاقلة بالجنة، فهذا أولاً وأخيراً قرار خالق السماء والأرض. المسألة حقها في أرضها وفي محاسبة القتلة وإدانة الجريمة. وليس في معاقبة الضحية.    

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجريمة والعقاب الجريمة والعقاب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon