توقيت القاهرة المحلي 08:26:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثلاث مصريات من لبنان: خريجو الصحافة... وخريجات الرقص

  مصر اليوم -

ثلاث مصريات من لبنان خريجو الصحافة وخريجات الرقص

بقلم :سمير عطا الله

المصادفة الملازمة في اللبنانيات الثلاث، ليست أنهن وُلدن خارج مصر، بل أنهن، جميعاً، نصف لبنانيات: «الآنسة ميّ» فلسطينية الأم، و«فاطمة اليوسف» تركية الأب، و«بديعة مصابني» سورية الأم، دمشقية المولد. أما العذاب والفقر والتشرد فقد طبع حياة فاطمة وبديعة أيام الصبا، وغمر حياة مي في أواخر العمر. مي وبديعة بدأتا حياتهما في لبنان وعادتا إليه، وفاطمة احتضنت مصر في حياة النيل وتراب القاهرة.
مي كانت حياتها كلها العلم والأدب، وفاطمة قسمتها بين الفن والصحافة، أما حياة بديعة فكانت كلها ليلاً في ليل: في المرحلة الأولى «صالة بديعة» عندما كانت الملاهي تعطى هذا الاسم الإيطالي الأصل، ومن ثم تطورت إلى «كازينو بديعة» أشهر ملهى في تاريخ حدائق الأزبكية وشارع عماد الدين. كما تخرّج في مكاتب روز اليوسف كبار صحافيي مصر، تخرجت في كازينو بديعة أشهر راقصتين في الصالة المصرية: تحية كاريوكا وسامية جمال. وكثيرات أخريات. وغنّى على مسرحها المشاهير، بدءاً من فريد الأطرش. وتزوجت وهجرت بدون حب أو هوى، أشهر نجوم الكوميديا، العراقي نجيب الريحاني. وأنتجت ومثّلت الكثير من الأفلام. وصادفت مشاهير الأغنياء. وفي النهاية تسللت من مصر وعادت إلى بلدة شتوره، حيث أنشأت مزرعة وأقامت محلاً لبيع الأجبان، وتزوجت شاباً يصغرها بعدة سنين، اجتذبه مالها، لا عمرها، ولم يدم الزواج سوى شهرين، بينما ظلت بديعة تبيع الأجبان و«عرائس الجبنة» من خلف برّاد زجاجي كبير على الطريق الدولي، وظل الكثيرون من الفضوليين يمرون «بمحلات بديعة مصابني» لإلقاء نظرة أو تحية على السيدة التي كانت تبيع الليل والأضواء الناعسة وأصبحت تبيع الصبح وصخب الطريق الدولي للمسافرين إلى دمشق.
في القاهرة، كانت الممثلة الكوميدية والراقصة الخفيفة الظل والمغنية الخفيفة الروح، تخلب الرجال وتشغل الصحافة. ولما جاءت بديعة إلى شتوره، ذهب بعض الصحافيين الفنيين يلتقطون الصور ويطرحون بعض الأسئلة وانتهى الأمر. جميع هؤلاء لم يكونوا يعرفون عن بديعة شيئاً. وبالكاد أيضاً كان رؤساء التحرير الذين أرسلوهم. فقد مضى زمن بديعة، مع أنها كانت قد جاءت إلى بيروت لفترة وشغلت ملاهيها. لكنّ بديعة الأولى فقدت إشعاعها. ولم تعد ترقص وتغني الطقاطيق الشامية والمصرية وترتدي الثياب المذهلة كما كانت تفعل في «صالة بديعة» في شارع عماد الدين زمن العشرينات.
ومَن أطلقت بديعة من تلك الصالة المزدحمة، قبل «كازينو بديعة»؟ أجل أجل. أطلقت ليلى مراد، التي سوف تصبح سيدة الغناء والأفلام الموسيقية في الأربعينات. واستعانت بديعة للمرة الأولى بالرقص الغربي، ومزجت بين الاثنين. وأثبتت البنت، نصف الشامية نصف اللبنانية، حُسن المزيج في العقلية التجارية.
إلى اللقاء...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثلاث مصريات من لبنان خريجو الصحافة وخريجات الرقص ثلاث مصريات من لبنان خريجو الصحافة وخريجات الرقص



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon