توقيت القاهرة المحلي 18:19:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

12 سبتمبر

  مصر اليوم -

12 سبتمبر

بقلم:سمير عطا الله

بعد 11 سبتمبر (أيلول) 2001 بقليل، ذهبت إلى نيويورك متوجساً من مخاوف كثيرة أهمها استقبال موظف المطار الذي لا يحتاج إلى إشعال عود كبريت كي ينثرك من دخول نيويورك، التي يدخلها الملايين كل يوم، لا تريد أي قادم جديد، والملايين لا يفهمون ذلك. لكن رجال «القاعدة» الذين جاءوا ذلك اليوم، لم يهبطوا في الطائرات كالعادة، بل هبطوا بها على المباني، ولم ينتظروا أن يسألهم الشرطي الجاف «عن سبب زيارتهم». إنهم هنا لإحراق برجي التجارة، رمز ازدهار المدينة، وقتل أكبر عدد من الناس في طريقة لا سابق لها في مخيلات الإرهاب الجماعي.

أراد أسامة بن لادن أن يقدم عرضاً من الرعب يزرع الخوف في طائرات ومطارات العالم إلى زمن طويل. وفرح بتكبيد الغرب خسائر مالية ضخمة، كما تفاخر بن لادن ومكث في العالم فترة طويلة لا يعرف متى، وأين، سوف يُضرب أسطول مدني جديد من تجمعات بشرية أخرى.

عندما ذهبت إلى مكان البرجين، كان قد أصبح ساحة خالية. وكانت نيويورك قد استعادت الخسائر المادية التي تحدّث عنها بن لادن. لكنني شعرت بأن المشهد لن يغادرني، ولن أغادره: مشهد المكان، حيث أنا الآن، والناس تحاول الفرار بالآلاف، ولا مفر ولا فرار. ألوف الناس تهرب مرتعدة مثل قطيع أبقار خائف. لم تعد الشوارع، والجادات، تسعها ولا تعثر على أحد يساعدها، أو أحد يشرح لها ماذا يحدث.

عاد المشهد إليّ، وتصلب أمام عينيّ، ورفض أن يذهب عني. ماذا لو تجدد الآن؟ ماذا لو أن الطبيب الإنساني «أيمن الظواهري» وضع لائحة أخرى حملها موفد سري من «الملا عمر» في تورا بورا؟ أي نوع من الفضول يحملني إلى هنا؟ لقد كنت من قبل أتناول العشاء على سطح أحد البرجين، وأتمتع بمشهد الطائرات الصغيرة تمر من تحتنا كأنها ألعاب ذات محركات. ثم ذات يوم، لا أبراج ولا طائرات صغيرة، بل طائرات ركاب يحولها «محمد عطا» إلى قاتلة ومقتولة. وبين ضحايا السيد عطا، نجل صديق لنا كان مسافراً إلى عرسه في ولاية أخرى، فوجدته أمه على لائحة رحلة الطبيب.

ليس من حفلة قتل عبثية مثل ذلك العيد الدموي. قتل في الجو وموت على الأرض، وسلسلة من جنون الدماء، انتهت في سلسلة جبال تورا بورا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

12 سبتمبر 12 سبتمبر



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon