توقيت القاهرة المحلي 13:35:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ترمب والصين وأنا

  مصر اليوم -

ترمب والصين وأنا

بقلم :سمير عطا الله

هناك بلد في هذا العالم، لا يعرف شيئاً عنه أحد، سوى ثلاثة: الرئيس ترمب، والصين، وأنا. وتبدو هذه المقدمة نوعاً من الإثارات الأهبلية في الصحافة الرخيصة، لكنها ليست كذلك. واسمحوا لي أن أشرح. أولاً، الرئيس ترمب: قبل انتهاء ولايته بقليل شاور رجل الأبراج الشهير في أركان البيت الأبيض في مسألة شراء غرينلاند، أكبر جزيرة في العالم. ثمة من أخبره بوجودها وأهميتها الاستراتيجية وثرواتها المعدنية الكامنة، وقال الرئيس فوراً: اشترينا. غير أن أحد المستشارين اعترض موضحاً: المسألة معقّدة فخامتك، فهذه تتمتع بالحكم الذاتي بعد استقلالها عن الدنمارك، ولا يمكن شراؤها ولا هي مطروحة في السوق العقارية. قال العقاري العالمي: ابحثوا عن طريقة. مليونا كيلومتر مربع فرصة لا تُفوّت.
تدخّل مستشار آخر: سيادتك، هذه كلها مساحة جليدية سماكتها 300 كيلومتر. وبقيت المسألة قيد البحث. لكن الاحتباس الحراري أرسل للمرة الأولى إشارات مقلقة. فقد هطلت بين 14 و16 أغسطس (آب) أمطار حجمها 7 مليارات طن. ولم يكن هذا شيئاً أمام ما فقدته عام 2019، أي 532 مليار طن من الجليد. وإذا ما استمر جليد غرينلاند في الذوبان، فقد يغمر العالم أجمع. لكن «معنا وقت»، ليس قبل مئات السنين.
ثانياً، الصين: في بحثها عن مساحات لشعبها وثروات الطاقة، تخطط هي أيضاً للوصول إليها.
ثالثاً، ثالث العارفين بأحوال وأوضاع غرينلاند، المحبّر: عام 1975 بدأت الحرب الأهلية في لبنان. وقبلها كانت الحملات الممهِّدة لها. وتلوثت مشاعر الناس. وانفضحت الأنفس المريضة. وخرج الأنذال بأقلامهم وأخلاقهم وحقائقهم. وأُصِبتُ باكتئاب عميق. وقررت أن هذا لم يعد بلدي ولا هؤلاء شعبي. ورحت أبحث عن مكان في هذه الكرة ليس فيه لبنانيون ويكون على أبعد نقطة من لبنان على وجه الأرض. ولمحت على آخر خريطة العالم بقعة بيضاء اسمها «غرينلاند»، وسكانها 58 ألف نسمة. وكما قال ترمب «اشترينا»، قلنا «سافرنا». لكنّ ذلك لم يكن سهلاً. واكتفينا من البعد عن لبنان بالسفر إلى كندا، حيث سماكة الجليد أقل من 300 كيلومتر، وحيث المهاجرون اللبنانيون أقرب إلى أهل الوطن الجديد.
أعاد الرئيس ترمب إلى الذاكرة بلاد الجليد الدائم، فيما نرى اللبنانيين يطلبون التأشيرات في أكبر موجة هجرة من تاريخهم المليء بالهجرات. وذلك المزاج القاتم اليائس الملبّد الذي جعلني أفكر في الهجرة إلى «غرينلاند» هو الذي يطْبق على الكثير من اللبنانيين اليوم. ألم يقل لهم رئيس الجمهورية إنهم ذاهبون إلى جهنم؟ هل تشكل حكومة الرئيس ميقاتي محطة أمل قبل الوصول فعلاً إلى جهنم؟ قد يشكّل هو مثل هذا الانفراج بما له من صفات، لكنّ نية الانهيار من حوله لم تتغير. وسوف يعاني الرجل من محن يومية، داخل الحكومة قبل خارجها. لقد وُلد لبنان بلداً هشاً سريع العطب، خالياً من المناعة. تخيَّل شعباً يفضل السفر إلى غرينلاند لكي يبتعد عن السياسيين الذين جعلوها أفضل من أرضه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترمب والصين وأنا ترمب والصين وأنا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon