توقيت القاهرة المحلي 09:08:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جمعية أدهانوم

  مصر اليوم -

جمعية أدهانوم

بقلم :سمير عطا الله

كان سبتمبر (أيلول) بالنسبة إلى السياسيين والدبلوماسيين والصحافيين شهراً مهرجانياً. إنه الموعد السنوي لانعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، وساحة لخطب وإعلان المواقف، يلقيها رئيس دولة زائير، أو وزير خارجية يرأس وفد بلاده. وكانت القضية الفلسطينية تحظى باهتمام خاص، وكذلك الكثير من القضايا الوطنية. ويحضر الدورة، كل عام، رئيس الدولة المضيفة. وكان يحضرها خلال الحرب الباردة الرئيس السوفياتي وبعض رؤساء الدول الصغيرة الذين يهددون بتغيير أوضاع العالم.
مع الوقت أخذت الجمعية العامة تفقد بريقها. وقل عدد الحضور البارزين. وخف الصراع حول شخصية الأمين العام. وكان بطرس غالي آخر أمين عام مثير للإعجاب والجدل. ولم يعد رؤساء الدول يجيئون للتفرج على نيويورك بحجة حضور الجمعية. ولم تعد الدورة تحمل عناوين أممية للتاريخ، كما حدث مثلاً يوم أعلن الشيخ جابر الأحمد أن الكويت سوف تلغي جميع ديون الدول الفقيرة، وطالب كل الدول بأن تفعل ذلك.
أعطت مبادرة جابر الأحمد معنى عملياً لرسالة الأمم المتحدة. فالدول المعوزة في حاجة إلى مساعدة، لا إلى خطب وعلاقات عامة. ومع «كورونا» تأكد الفارق الهائل بين التعاون الدولي والسفسطة الفارغة. فقد انتقل الاهتمام العالمي من الجمعية العامة إلى منظمة الصحة العالمية. ونسي العالم اسم الأمين العام لكي يصغي كل يوم إلى ما يقوله المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس. وقد نجح الأفريقي الإريتري المولد في إدارة الحرب مع الجائحة، وطغت أخباره على الهموم السياسية الأخرى. وعادت الأهميات والأولويات إلى مواقعها. الصحة أولاً. وعافية العالم. والاقتصاد الذي دمره الوباء وأضرَّ بأهل الأرض جميعاً.
الجمعية العامة هذه السنة بلا أضواء. بلا حضور من السيدات اللاتي يرافقن أزواجهنَّ، بحيث يعرض كل بلد معالمه الجمالية الخاصة. لا قضايا كبرى ولا مشاحنات هذا العام، ولا خطب نارية ولا صور تذكارية. العالم مأخوذ بالخوف من المجهول أكثر من المعلوم. وأوبئة الطبيعة أكثر مساواة في الظلم من انتقائيات السياسة. ولا سيادة للون دون آخر. فمصدر الوباء أصفر، وقائد الكتيبة ضده، أسمر، وشركات الأدوية المعالجة بيضاء.
مسرح أو منبر. على هذا المسرح ضرب نيكيتا خروشوف بحذائه، وخطب فيدل كاسترو من دون انقطاع 4 ساعات و42 دقيقة، وكان أبو عمار أول خطيب لا يحمل صفة رسمية. وتحدث القذافي 75 دقيقة. ومزَّق ورمى ميثاق الأمم المتحدة، وخاطب العالم قائلاً، إن لم تصدقوا اسألوا ابن عبد السلام، ويقصد علي التريكي، وزير خارجيته، وأحد عقلاء العرب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جمعية أدهانوم جمعية أدهانوم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon