توقيت القاهرة المحلي 02:54:19 آخر تحديث
الأربعاء 12 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

البخيل الباني الباذخ

  مصر اليوم -

البخيل الباني الباذخ

بقلم:سمير عطا الله

روبير سوليه فرنسي ولد في القاهرة ويعيش ويعمل في باريس، ويكتب في حب وعشق مصر. قبل ثلاثة أعوام تقريباً قدمت هنا عرضاً لكتابه «السادات» (دار نوفل) لاعتقادي أنه من أكثر الكتب حِرفيّة وموضوعية عن الرجل المثير للجدل. ومعظم ما صدر عنه كان إما كرهاً شديداً أو تعصباً حاداً. جاء عمل المؤرخ الفرنسي المصري الهائم بتاريخ بلاده، مرجعاً متوازناً في هذا الباب الفسيح.

الآن يقدم روبير سوليه (أيضاً دار نوفل) وجهاً آخر من تاريخ مصر الحديث. شخصية أخرى مثيرة للنقاش في أقصى أحكامه وتفسيراته: هل كان الخديو إسماعيل من أعظم الحكام، أم من أسوأ المبذرين؟

كان إسماعيل، حفيد محمد علي باشا، أول من حمل لقب الخديو في السلالة العلوية. وأراد أن يحلق به، وأن يشعر المصريين بأن الأسرة التركية الصغيرة تستحق الحكم. جاء محمد علي التركي من مقدونيا، وحكم بقوة السلاح، وكان أمياً، لا يقرأ ولا يكتب، لكنه أرسى أسس نهضة علمية كبرى. أما إسماعيل، المتعلم والقارئ النهم، فسوف يذهب إلى أبعد من ذلك بكثير. سوف يجعل من مصر قطعة من أوروبا، ومن القاهرة نسخة عن باريس.

لكن هذه الأحلام تكلف كثيراً. ولن يتردد إسماعيل في طلب القروض وإصدار الأسهم، وأن يقف بنفسه على تنفيذ كل تلك المشاريع، من شق السويس إلى تجفيف بحيرة الأزبكية، وتحويلها إلى غابة. حكم إسماعيل مصر من 1863 إلى 1879، يوم كان عدد سكانها خمسة ملايين نسمة، وتعيش في بحبوحة بسبب ازدهار تجارة القطن في العالم، وتسعى لتغيير خريطة العالم عن طريق القناة.

لم يعرف إسماعيل باشا كيف يضبط طموحه. وقيل إن إفلاس مصر على يديه أدى إلى احتلالها من الإنجليز اعتباراً من 1882. لم يقترض فقط من الجميع، بل حاول أيضاً إرضاء الجميع، والموافقة على كل المواقف. لم يكن إسماعيل وسيماً. وصفه قائد البحرية الألمانية بأنه «قصير القامة، وبدين، ويشبه موظفي (المصارف)». وقال أحد البريطانيين: «له مشية دب، وأذنان ضخمتان وسميكتان». ووصفه مراسل «التايمز»: «حاجباه متداخلان يكادان يخفيان عينيه اللتين نادراً ما تنفتحان معاً. فقد كان جفنه الأيمن أثقل من الأيسر، ويبدو مغمضاً حين يصغي إلى أحد». غير أن آدابه المميزة، ولياقته الشديدة، وأسلوبه في التحدث عوضته عن الوسامة.

كانت بداية عهد إسماعيل باشا سيئة. فقد ضرب البلاد وباء أنفق المواشي. وركب يخته «المحروسة» فاراً من المرض، كما فعل جده «محمد علي» من قبل في حالة مشابهة. لكن ليس خوفاً، بل من أجل البقاء على رأس ورشة لا تصدق. إعادة بناء مصر.

إلى اللقاء...

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البخيل الباني الباذخ البخيل الباني الباذخ



GMT 20:47 2025 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

هل التقويم الهجري دقيق؟

GMT 20:44 2025 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

جدتي أم كلثوم

GMT 20:43 2025 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

حكايات من بعض مطارات زرتها فى حياتى

GMT 20:16 2025 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

ما هى معايير تقييم المدربين؟!

GMT 20:15 2025 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

٣ ساعات ونصف مع د. مدبولى

GMT 15:31 2025 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

ما المطلوب من القمة الاستثنائية العربية؟

GMT 15:30 2025 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية

GMT 15:29 2025 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

بالكرامة نرد على الغطرسة

دينا الشربيني بإطلالات متفردة ولمسات جريئة غير تقليدية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 14:55 2025 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

غادة عادل تَعِد جمهورها بمفاجأة في رمضان
  مصر اليوم - غادة عادل تَعِد جمهورها بمفاجأة في رمضان

GMT 09:02 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

اليوم ينصحك الفلك ألا تعلن أخبارك ولا تتكلم عن حياتك

GMT 00:02 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

هدى المفتي تتحدث عن تعرّضها للتنمّر

GMT 04:22 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

جرف يرلينغ جاب يجذب آلاف السياح المغامرين

GMT 06:38 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

المنافسة تشتعل بين 9 أفلام في إجازة نصف العام

GMT 07:16 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

بطل "سلك عريان" يتبرأ من الفيديو كليب الفاضح

GMT 07:53 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

"السر" يبقي ريم البارودي في أستوديو مصر لمدة أسبوعين

GMT 05:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار فى أسعار الطوب في الأسواق المصرية الأربعاء

GMT 06:07 2015 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

متشددون يتسللون إلى أوروبا بجوازات سفر مزيفة

GMT 09:34 2014 الأربعاء ,26 شباط / فبراير

صمَّمت حليّ الاطفال من قماش الجوخ والجينز

GMT 04:02 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الصور الأولى مِن عقد قران "ويزو" نجمة "مسرح مصر"

GMT 07:11 2015 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوم أطفال تألقوا في الصغر واختفوا في الكبر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon