توقيت القاهرة المحلي 10:04:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أمة الرواد والمشردين

  مصر اليوم -

أمة الرواد والمشردين

بقلم:سمير عطا الله

في الحروب، على أنواعها، تنهار جميع القيم، على أنواعها. تظهر طبقات رديئة من الناس، وتختفي الطبقات الصالحة العائشة بخوف الله وضمير البشر. وتساوي الفوضى بين الظالم وضحاياه. ويهدّ الفقر والخوف مناعة البشر. وتحل محل المعاملات العادية فكرة الاستقواء والسطو، وتتحول مبادلات الأمس إلى «سوق سوداء» لا خجل فيها ولا حياء، وبلا شعور إنساني.

فوق كل معاناة رهيبة، تُدك غزة، تضاف الآن محنة الاستغلال والخوات وخلق السوء. وقد نشأت على أطراف غزة، وفي قلب المأساة، عصابات الحروب والتهريب، وخصوصاً تهريب البشر إلى أي جوار، أو أي مكان. وقد استطاع نحو 100 ألف لاجئ الإقامة في القاهرة، حيث يعملون في أي عمل من أجل تأمين العلم لأبنائهم.

في المقابل طبعاً، نشأت في كل مكان مؤسسات خير ومبرات ومساعدات إنسانية. ولكن العبء أثقل من أن يحمل. ويساهم الجيش الشعبي في المساعدة بقصف الأردن، متجهاً مباشرة إلى تحرير القدس. كما يساهم أصحاب الشعبيات الأخرى بحملات يومية على تقصير مصر في فتح سيناء أمام تلاقي «داعش» بسائر الفروع. إن العدو الأكبر اليوم هو الأم الغزيّة التي استأجرت مطبخاً صغيراً تبيع فيه وجبات الطعام لكي تُحصِّل بدل أقساط المدارس.

المصاب أكبر من مساعدات الأبرار. مليونا تائه في غزة، ومليونا نازح في لبنان، ومليونا حائر في الأردن، ومليونان خارج التسمية والتصنيف، ولديهم جميعاً أولوية واحدة: التعلم! سواء بالحضور المباشر أو عبر السحر الجديد، «أون لاين». لأن كل الخسائر يمكن تعويضها إلا خسارة الوقت والتعلم. والفلسطينيون أكثر من تعلموا ذلك في متاهاتهم التي لا نهاية لها. أنت لا تستطيع أن تحمل أرضك معك، ولا منزلك، ولا خيمتك. أما شهادتك فهي جزء من جلدك.

كان لدى طه حسين هم واحد: تعليم الفقراء. وقد سنّ نظاماً تفرض فيه الدولة على الميسورين ضريبة يتعلم من خلالها الفقراء إلزامياً. لكن التعليم الذي كان في عقل طه حسين لم يكن فقط محو الأمية، بل إقامة دولة العلم وشعبها، كما فعلت فرنسا.

وللحق فإن العميد كان عميداً في هذه المسألة وليس رائداً. الرواد كانوا محمد علي باشا، والخديوي إسماعيل، الذين أرسلوا شباب مصر إلى باريس يطلبون العلم في أرقى ما وصل إليه آنذاك. ونشروه في الجيش، والطب، وتحت كل القناطر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمة الرواد والمشردين أمة الرواد والمشردين



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

28 شهيدًا في شمال غزة وحماس مستعدة لاتفاق لوقف إطلاق النار
  مصر اليوم - 28 شهيدًا في شمال غزة وحماس مستعدة لاتفاق لوقف إطلاق النار

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon