توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يودّع بعد كل ما ودّع

  مصر اليوم -

يودّع بعد كل ما ودّع

بقلم:سمير عطا الله

أعلنت منظمة الصحة العالمية أنَّ وباء «كورونا» لم يعد خطراً قاتلاً بعدما ترك خلفه 20 مليون وفاة. 20 مليون وفاة؟! لا شيء على وباء كاسح سببه مرض غامض أصاب الوطاويط في سوق القواقع اللذيذة في الصين! جاء ومضى. اليابان اعتذرت عن ضحايا الحرب العالمية الثانية، وألمانيا اعتذرت، وكوريا الجنوبية قدّمت اعتذارها، وكل من تسبب في وفاة الملايين اعتذر، فمن يعتذر عن «كورونا»؟ عن سوق الوطاويط والمحارات في مدينة ووهان (2019) وهواة الوطاويط بصلصة الطماطم والبصل؟!

عاش العالم السنوات الثلاث الماضية في رعب «الكورونا»... تغيرت أنظمة الصحة... تداعت أنظمة التعليم... تكبدت أنظمة السفر... تضاعفت أنظمة الجمارك... تكاثرت خسائر الأسواق على أنواعها.

20 مليون وفاة، ثم لا نجد على الأقل من يعتذر، من يعلن مسؤوليته. كم تشبه هذه الحالة مأساة لبنان: النظام المصرفي انتهى... الاقتصاد تدمَّر... الدولة بلا رئيس... البلد بلا كهرباء... الحكم بلا حكومة... وما من مسؤول واحد، الجميع أبرياء وأبطال.

كل عام يواجه البشر محنة كبرى أو صغرى من صنع البشر، لكن المحن التي من صنع الوطاويط قليلة، والحمد لله، وإلاَّ لكان عدد سكان الكوكب ضئيلاً، وعدد سكان الصين يوازي سكان دوقية اللكسمبورغ.

اطمئنّوا، الخطر الكبير زال. ولي استطاعة من يشاء العودة إلى وجبته المفضلة: وطواويط محمّرة ومغمسة بصلصة الطماطم. كم هو عجيب هذا العالم! 20 مليون وفاة، وخسائر بمئات المليارات، وتدهور في مستوى معيشة البشر، وزوال 220 مليوناً، ثم بيان مقتضب: فكوا الأحزمة، وأعطوا ما شئتم.

بين مرحلة وأخرى يضرب البيئة خلل رهيب: وطواط أو برغشة أو سلحفاة، أو ما شابه من لذائذ أسواق الغرائب في آسيا، ثم يتفجّر الموت على مدى العالم. كل الأوبئة تأتي من المخلوقات الأخرى. ألف عام من الجدري، ثم بيان مقتضب: لا جدري بعد اليوم. فكّوا الأحزمة. جاء ومضى ومضى. خوف مريع وقتل رهيب، لكن ممن تنتقم؟ من تؤدّب؟ الأشباح لا تموت. قتل من جانب واحد. بينما البشر يتمتعون بالثأر. حرب بأخرى.

قُتل أرشيدوق النمسا فقامت الحرب العالمية، وتداعت الإمبراطورية النمساوية برمّتها، وملأ الموت والخراب والعذاب أرجاء الكون. ثم قام من يعتذر. ثم قامت الحرب الثانية انتقاماً للحرب الأولى. طاعون يثأر من طاعون. الحمد لله أنَّ الثأر ليس قاعدة في أسواق المحار ولا الاعتذار. إنه عالمنا يا صديقي. وشكراً لمنظمة الصحة وأمينها العام. رجل علم وإدارة من العالم الثالث.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يودّع بعد كل ما ودّع يودّع بعد كل ما ودّع



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon