توقيت القاهرة المحلي 14:42:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كثرة التنقل

  مصر اليوم -

كثرة التنقل

بقلم :سمير عطا الله

الذين يعرفون السياسة العربية جيداً لا يذكرون أن الحكومة السعودية أعطت أهمية سياسية في أي مرة كالأهمية التي أعطيت لتصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي. ليس طبعاً بسبب الوزير المتنقل من التلفزيون إلى الحكومة، ومن الخليج إلى الممانعة، بل بسبب ما قاله في مسألة تعرّض حياة سكان السعودية كل يوم للخطر والإرهاب والموت.
طبعاً، تخفي الأزمات في طياتها خيبة ضمنية في رجل عاش في الخليج ربع قرن من ألمع مراحل حياته وأغناها. ومن سوء حظ الوزير قرداحي أنه تعاطى مع السياسة وكأنها امتداد لبرنامجه الشهير «من سيربح المليون»، القائم على الخفة وغوى التصفيق. وفي البرنامج لعبت وسامته دوراً في شعبوية المستوى. لكن العمل السياسي يتطلب أكثر من ذلك قليلاً.
ترك قرداحي خلفه في السعودية والخليج نحو ربع قرن من النجومية والثروة. كما ترك مجموعة لا حصر لها من الصداقات على أعلى المستويات. وعندما قرر أن طموحاته السياسية في لبنان تقضي بأن يهجر كل هذا، لم يعاتبه أحد. وحتى عندما قرر اتخاذ موقف غير ودي من أصدقاء الأمس، تفهَّم أهل الخليج ضرورات السياسة وأحكامها في لبنان. فالرجل الذي قطف خيرات المهنة إلى أقصى حدودها في بلدانهم، يريد الآن أن يقطف وجاهتها، في بلده. لكن حتى في بهلوانات لبنان اضطر أيضاً إلى الانتقال من مكان إلى مكان. فعندما خذله العونيون بموقع نيابي، وجد المقعد الوزاري عند ألد خصومهم، سليمان فرنجية.
لم تدم براعة الابتسامات طويلاً. وقع الوزير الجديد وأوقع معه حكومته، وأحرج رئيس الجمهورية الذي كان يأمل منه تخفيف العداء الإعلامي من حوله، لبنانياً وعربياً. تخبط الرجل في مواقعه وسياساته الجديدة، اصطدم الصحافي بالسياسي، والسياسي بالمفاجآت. وكان يتوقع من أهل الخليج أن يسامحوا كل شيء، كالعادة، بمجرد قبلة على الخشم.
ذلك أيضاً تقصير آخر في فهم الاتجاهات الجديدة والرؤية الجديدة للعلاقات مع الأصدقاء والخصوم. لم يكن أحد يتخيل أن الوزير اللبناني سوف يعثر على نواحٍ إنسانية في المسيّرات اليومية التي يطلقها الحوثيون على مدنيي السعودية وسكانها واستقرارها ومسيرتها المتقدمة كالبرق. يرفض القرداحي الاستقالة كما فعل من قبله وزير «البدو» شربل وهبي. لقد فكّر وهبي، على الأقل، في مصالح نصف مليون لبناني في الخليج، كان منهم ذات مرحلة، الوزير قرداحي. ولم تكن استقالته هزيمة له بل اعتذاراً مهنياً تقبله الجميع.
ليس لبنان في حاجة إلى أزمة أخرى، ولا إلى المزيد من الخراب والعزلة. على الأقل ليس بسبب الحوثي الذي لا يعرفه إلا قلّة، بينهم صاحب «من سيربح المليون».
سوف يكون مريراً أن يستقيل وزير بعد وصوله إلى ما يحلم به. الأكثر مرارة أن يبقى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كثرة التنقل كثرة التنقل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon