توقيت القاهرة المحلي 09:24:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثلاث مصريات من لبنان: «أبو الأمة» وأم الصحافة

  مصر اليوم -

ثلاث مصريات من لبنان «أبو الأمة» وأم الصحافة

بقلم : سمير عطا الله

أبحرت الباخرة إلى البرازيل وبقيت فاطمة اليوسف في الإسكندرية. ابنة أربعة عشر عاماً، بجمال وعذوبة. إلى من ستلجأ في عالم مجهول لا تعرف فيه أحداً؟ كان اسم الإسكندرية مألوفاً في لبنان، مثل بيروت وطرابلس. كل من عاد منها يتحدث عن روعتها، ويحمل منها الذكريات واللكنة الساحرة والأغاني «يا بنات إسكندرية عشقكم حرام».
إذن، كان لا بد للفتاة التائهة أن تبحث عن المساعدة في أوساط اللبنانيين. ولم تجد عناء في العثور على عنوان فرح، صاحب أشهر فرقة رقص وغناء في تلك الأيام. ولم تكن في حاجة إلى من يوصي بها، أو يعرف بها. بطاقة التوصية الأهم كانت جمالها وقوة شخصيتها. أمضت عامين في فرقة إسكندر فرح، تعرفت خلالها إلى العالم ومصر والحياة. وأتقنت الرقص والغناء. وفي السادسة عشرة من العمر انضمّت إلى فرقة عزيز عيد، الفنان المطلق، البوهيمي، الذي لا يسأل عن مال أو شهرة، الذي يصرف ضعف ما يجني من أجل نجاح عمل فني على مسارح الأزبكية. جعلها عزيز عيد على رأس فرقته «رمسيس» من دون أن يخطر له أنها ستصبح على رأس المسرح في مصر بل «سارة برنار الشرق». وكما رعاها إسكندر فرح مثل واحدة من بناته، رعاها عزيز عيد صاحبة موهبة كبرى تسنى له اكتشافها. وبعد فترة قصيرة من العمل معه كممثلة كومبارس (ثانوية) اختارها للأدوار الرئيسية، وعلّمها مخارج الحروف. ومع صعود نجوميتها، انتقلت روزا للعمل مع فرق أخرى وظهرت في أدوار أخرى. وبينها الأدوار «الأكثر جرأة» في المسرحيات الاستعراضية الغنائية. وتعرضت بسبب ذلك لحملات من أهل الفن ومن النقاد معاً. لكنّ روزا واجهت هذه الهجمات بالشجاعة التي اتخذت قرارها بالبقاء في الإسكندرية.
بلغت روزا ذروة مجدها خلال السنوات الثلاث التي عملت فيها مع فرقة يوسف وهبي، حين لقيت «سارة برنار الشرق» تيمناً بأهم ممثلات فرنسا، سارة برنار. ويوم أصبحت في مثل هذه الشهرة، اتخذت أجرأ قرار في حياتها الجريئة: الراقصة والمغنية والممثلة، روزاليوسف، سوف تترك خلفها كل هذه الألوان من أجل العمل في الصحافة. من شارع عماد الدين ومصابيحه الليلية إلى شارع الصحافة.
ليس فقط في الصحافة. ها هي مصر تعيش في أهم مهرجان وطني في الذاكرة، وتهتف لسعد زغلول، «أبو الأمة». وها هي روزا ذائقة المرارة في لبنان، ترى مصر فاتحة لها أبوابها وأحضانها كأنها من مواليد النيل، فكيف ستكافئ الوطن الذي أعطاها وطناً؟ ليس بأن تبقى راقصة أو ممثلة ولو «سارة برنار الشرق». سوف تعتلي مسرحاً آخر، لا تعرف عنه شيئاً، وهنا أيضاً سوف تكون الأولى. بل كما صارت أسطورة الفن، سوف تصبح أسطورة الصحافة ونجمة السياسة، ويوم لم تكن المرأة تقترع بعد في أوروبا، كانت فاطمة اليوسف تنشئ تلك الدار الصحافية التي سوف تُخرج منها كل عملاق يحمل هذه الصفة.
إلى اللقاء...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثلاث مصريات من لبنان «أبو الأمة» وأم الصحافة ثلاث مصريات من لبنان «أبو الأمة» وأم الصحافة



GMT 03:20 2022 الأربعاء ,25 أيار / مايو

فى رئاسة الوزراء!

GMT 01:54 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

أوروبا لا تتحمّل انقلابا في فرنسا

GMT 03:11 2022 الإثنين ,21 شباط / فبراير

الدعاية سلاح طهران المكسور

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon