توقيت القاهرة المحلي 07:37:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في شعر الأب

  مصر اليوم -

في شعر الأب

بقلم - سمير عطا الله

«أولئك أبي» وليس أولئك آبائي، فإذا قرأت هذا العنوان عرفت فوراً أن صاحبه هو زياد عبد الله الدريس، لأن كاتبنا مختلفٌ ومميزٌ في اختلافه في علاقته باللغة العربية والثقافات الأخرى، ومن أبسط حقوقه أن يتحدث عن والده الشاعر عبد الله الدريس، في صيغة الجمع، وهذا ليس حقه كابن في حضرة أبيه، وإنما أيضاً حقه العام كواحد من النقاد السعوديين.

نرى أن الناقد الابن ليس فقط معجباً بالإرث الذي تركه أبوه إنما هو مدهوشٌ ومفتخرٌ بالأديب النجدي الكبير الذي كان شاعراً وصحافياً، وشخصية ثقافية من ذوي الاعتبار في تاريخ المملكة الحديث.

التركيز على جذور «نجد» لا علاقة له بخريطة المناطق، وإنما سببه دور نجد في شعر الرجل الذي كتب بلغة «بحرية»، وهو لم ير البحر في حياته، ولا عرف السباحة.

ومن شعر قصائده «في زورقي»، وهي كما يقول الابن «قصيدة مملوءة بالأمواج والزوارق والأعاصير والأشرعة»، وقد جعل القصيدة عنوان ديوانه الأول.

يلاحظ الناقد المحب أن شاعره الكبير لم يكتب فقط في لغة بحرية، وإنما قلل أيضاً من الكتابة في شعر الصحراء، وقد وضع بصوت البادية ثلاث قصائد فقط: «جولة في روضة» و«فجر الربيع» و«أزهار»، وفي المقابل وضع ابن دريس ثلاث قصائد عن ثلاث بحيرات هي: «بحيرة تانجنيقا» و«بحيرة فيكتوريا» و«بحيرة ليكتوبا». وعن الأولى يقول:

لماذا عليك السحاب انثنى

ومنك ارتوى بدل المطر؟!

بلغتِ من الحسن أقصى مداه

فهل خلف ذلك من مخبر؟

ما الذي يحمل شاعراً من نجد الصحراوية إلى منابع النيل؟

لا بد أنه تعدد الشخصيات التي برزت في أداب ومعارف ابن إدريس. وقد صدرت أعماله في ستة أجزاء من النقد والشعر والفكر الإسلامي ومقالاته في صحيفة «الدعوة»، اعتنى بها الابن وكأنها إرثه لا إرث أبيه. صحيح مكانة الأب لا توصف في قلب الابن، لكن لم أعرف في قراءاتي ابن أديبٍ معجباً هذا الإعجاب بأبيه؛ طبع كل شيء في حياته. ربما السبب اللاواعي شعور زياد الكاتب بأنه مدينٌ بموهبته الجميلة، إضافة إلى ما يدينُ به الأبناء عادة للأبوين.

تضم المجموعة الكاملة لأعمال الشاعر شهادات من أدباء العرب، خصوصاً في كتابه «شعراء نجد المعاصرون»، ومن هؤلاء: العميد طه حسين، وأحمد حسن الزيات، وعباس محمود العقاد، وسِواهم من كبار مصر، إضافة إلى بنت الشاطئ، ونازك الملائكة.

يخاطب زياد الدريس والده قائلاً: اعذرني على هذه المدائحية التي لن تروق لك، لكن إذا لم يفتخر أبناؤك بك فبماذا يفتخرون؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في شعر الأب في شعر الأب



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon