توقيت القاهرة المحلي 08:21:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القصر الأخير

  مصر اليوم -

القصر الأخير

بقلم:سمير عطا الله

تعوّد اللبنانيون والعرب الذين يتابعون شؤون لبنان وقضاياه على ألا يصدقوا شيئاً مما يسمعون أو يقرأون، خصوصاً ما يُعدّون. ليس لأن الواعد كاذب، بل لأنه لا يملك من قدرة الوعود شيئاً. وهكذا، تتشابه بدايات العهود ونهاياتها: وعود كثيرة في البداية واعتذارات كثيرة في النهاية. وكان كلام الرئيس ميشال عون في مقابلة أجراها مساء الخميس الماضي مع مذيعة في «LBC» السيدة ندى أندراوس عزيز، عبارة عن اعتذار مكتوب عن ست سنوات من التعثر. وقد أظهرت احترافية كلية مطلقة في طرح الأسئلة الصعبة، مدركة سلفاً أن الرئيس عون لا يستسيغها، ورغم ذلك أصرت على طرحها، لا يوقفها خوف ولا إجابة. لا أدري كم من الوقت استغرقت المقابلة، لكن أهم ما ورد في الأسئلة والأجوبة عندما نظرت إلى الجنرال عون قائلة له إن 90 في المائة من الشعب اللبناني عند خط الفقر. ولم يعترض الرئيس على رقم النسبة هذه، ولا صححه ولا استبدل به رقماً آخر.
هذا رقم مريع في حياة الأمم. ومن المؤكد أن الرئيس كان يأمل في رقم آخر. وطالما وعد بأنه سوف يسلم لمن يأتي بعده بلداً «أفضل من الذي تسلمّه»، لكن عهده انتهى من دون أن يستطيع تسليم الرئاسة إلى أحد سوى الفراغ الذي سبق مجيئه.
ينحو الرئيس باللوم في ذلك على حاكم البنك المركزي رياض سلامة، وعدد من القضاة، وكبير القضاة، الأستاذ سهيل عبود، أحد أرقى وجوه القانون في تاريخ لبنان.
جرت العادة في لبنان - كما في العالم العربي - أن يبرأ المسؤول الكبير وتلام «الشلة» التي من حوله. والآن يتكرر الشيء نفسه، ويُلقى باللوم على بعض «الحاشية». والمؤسف أن الفاعل مجهول في مثل هذه الكارثة الموصوفة.
يقف لبنان في هذه الساعات الصعبة، عارياً بغير رداء، والاحتفال بترسيم الحدود مع إسرائيل. وبدل تحية الأيام الأخيرة زادت المشكلات عندما رفضت سوريا استقبال وفد رسمي لبناني للتفاوض على ترسيم الحدود معها. ومع ذلك تغاضى لبنان عن هذه الخطوة واعتبر أنها لم تحدث. وفي كل الحالات هذا خطأ دبلوماسي كبير سببه التعجيل في جمع «الإنجازات» كلها في أسبوع واحد. وامتلأ هذا الأسبوع أيضاً بتوزيع الأوسمة، كما كان يحدث في جميع النهايات من قبل.
ظهر الرئيس عون ليرفع عن نفسه جميع المسؤوليات، لكنه لم يستطع أن ينسب إلى العهد الكثير فيما تحقق. كان البعض يأمل في أن تكون رسائل الرئيس الأخيرة، في مستوى المناسبة. لكن الرئيس أبى إلا التوقف عند مسائل شخصية لا مكان لها في هذه الزحمة التاريخية. وقد ترك الجنرال عون لمن يأتي بعده سجالاً حاراً وفرقة كبرى. وبناء على اسم الخلف، سوف نعرف إن كان لبنان عائداً أو ذاهباً، أو متمهلاً في الذهاب، أو في الإياب. كلام الرئيس لم يكن واضحاً في هذا الأمر. ولا شيء واضحاً. وضع صعب على الجميع خصوصاً على الرئيس أو عليهم جميعاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القصر الأخير القصر الأخير



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon