توقيت القاهرة المحلي 08:26:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أجل... هنا بغداد

  مصر اليوم -

أجل هنا بغداد

بقلم :سمير عطا الله

مرَّت المشاهد مفاجئة وهادئة ورصينة على الشاشة: وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، رئيس وزراء الكويت صباح الخالد، رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون. خطابات جميلة من بغداد، ومضيف يوحي بالثقة والطمأنينة والهدوء. ويا له من مشهد نادر على شاشات العرب، حيث لا تزال العلاقات تُقطع عبر الحدود المشتركة والثقافة المشتركة والتراب الواحد.
غيّر الدكتور مصطفى الكاظمي هذا الوتر الحزين. هذه بغداد الآملة تحيّيكم والآفلة تودّعكم. تأمّلْ الصورة جيداً وتذكّرْ قممها الماضية: لا عبد الكريم قاسم، لا عبد السلام عارف، لا صدام حسين. لا دعوات لقطع العلاقة مع مصر. لا دعوات لعزلها. لا خطط لاحتلال الكويت. لا هجوم على سوريا ومنظمة التحرير وياسر عرفات... هذه بغداد الأخرى. بالأمس عاد الكاظمي من السعودية وتحدث إلى عاهل الأردن وتبادل التهاني مع الرئيس السيسي. رجاءً أن تعاود الابتسام، أنت في بغداد. عاصمة تحاول العودة إلى نفسها وإلى شعبها وإلى تلك الحياة التي اعتادتها قبل أن يفتح الزعيم الأوحد باب المذابح والانقلابات والمشانق في الساحات فوق رؤوس المتنزهين، والسحل وبرقيات «اسحلوهم حتى العظم».
جاءكم رجل عاقل وطيب وهادئ يريد استعادة هدوء العراق ووحدته والعلاقة الحسنة مع الجوار. ولا يريد الحرب على إيران، وغزو الجيران، والعودة إلى العصور العباسية، وإلى أيام الأمويين والعباسيين. يريد المستقبل. والمستقبل يبعد ألف عام عن الفتن والتخلف وثقافة الغزو والسبي وقتل الرفاق.
رجل ذو أحلام عادية في العراق. وذو خطاب بسيط. وليس مَن تعرف البطحاء وطأته. لا يشعر بوطئته أحد. لكن الجميع أخذ يشعر أنه جاد وهو صادق في السعي إلى مصالحة كبرى في الداخل، وسياسة حياد وتوافق في الخارج. والجميع وثقوا به وصدّقوه.
ربما تنطلق من بغداد مصالحة عربية كبرى بعدما انطلقت منها غير مرة دعوات العزل والخصام وقطع العلاقات واللغة الصلفة في مخاطبة العرب. طبعاً لم تكن تلك لغة العراقيين، بل لغة الذين مرّوا بالحكم من متألهين صغار ومتغطرسين وقساة. وهي الطبقة التي طرأت على العالم العربي، وقلبت حياته، ودمّرت مستقبل أجياله، وهجّرت بنيه في أصقاع الأرض. وخصوصاً شباب العراق الذين يبنون في أوطان الآخرين بينما وطنهم من مغامر إلى مقامر.
كانت صورة القمم من بغداد تأتي وعليها صور رجل متشاوف يعتمر قبعة عالية، ويحمل بندقية يطلق منها الرصاص في الهواء، ومن حوله ولديه. صورة مختلفة تماماً اليوم. رجل دولة ومن حوله رجال دولة آخرون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أجل هنا بغداد أجل هنا بغداد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon