توقيت القاهرة المحلي 04:58:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بدكم إشعاع؟

  مصر اليوم -

بدكم إشعاع

بقلم - سمير عطا الله

في الخمسينات أقام لبنان علاقات دبلوماسية مع دولة مستقلة حديثاً تدعى باكستان. وبالنسبة إلى بلد فقير مثل لبنان كانت كل دولة جديدة سوقاً جديدة، يصدّر إليها التفاح والحمضيات وسواها.
في تلك الفترة من إقامة العلاقات، كان رئيس الوزراء رجلاً ظريفاً طيباً يتمتع بمحبة الناس يدعى سامي الصلح، ويُعرف بلقب «بابا سامي»، لما اشتهر عنه من مساعدة الفقراء. أقام سامي بك مأدبة عشاء حافلة في مطعم «مهنّا»، تكريماً للسفير الجديد. جلس السفير طبعاً عن يمين المضيف، فيما كان دماغ سامي بك يعمل على خط الصادرات. وبعد قليل قال لضيفه: «سعادة السفير، يخيل إلى أن بلادكم في حاجة إلى تفاح». فأجاب السفير: «دولة الرئيس، تفاحنا من أشهر تفاح العالم».
فسارع سامي بك يقول: «إذن، حمضيات». قال السفير «من أهم زراعاتنا البرتقال».
شعر سامي بك بالخيبة، لكن ليس باليأس. فمضى يقول: «إذن زيتون». فرد السفير: «زيتون كراتشي أشهر من زيتون إيطاليا».
عندها قال سامي بك يائساً: «إشعاع، هل عندكم إشعاع؟». فقال السفير: «ماذا تقصد بالإشعاع»؟ فصاح سامي بك بمساعده: «سجّل عندك، الجماعة بدهم إشعاع».
ذلك كان يومها لقب بيروت في الشرق والغرب: «مدينة الإشعاع والنور».
عدت إليها منذ أيام بعد غياب دام نحو سنة ظلام وعتمة. مدينة حزينة تغبط كراتشي على كهربائها. ومكتبة الحي فيها أربع صحف لبنانية للبيع، ومن كل جريدة أربع نسخ، وغالباً لا يباع منها شيء. و«مكتبة أنطوان» التي تمثل رمز النهم إلى الثقافة، أغلقت فرعاً رئيسياً آخر.
سجّل. بدهم إشعاع. بل بدهم خبز. الجامعات والمدارس نصف إقفال. وقتيلان في منطقة عكار في نزاع على مولد كهربائي. وفي أكبر خزان مائي في الشرق، المياه لا تصل إلى البيوت. والخلافات قائمة بين ذوي النوايا الحسنة حول أحقية توزيع المساعدات، وحول حجمها: كيلوغرامان عدس، أم كيلو واحد يكفي؟
كانت ذات يوم حقاً مدينة إشعاع. وجاء من أطفأها. وفي هذا الظلام الدامس يبحثون عن رئيس للجمهورية. أو ما بقي منها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بدكم إشعاع بدكم إشعاع



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon