توقيت القاهرة المحلي 05:48:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ملحق الأرض

  مصر اليوم -

ملحق الأرض

بقلم:سمير عطا الله

هناك مليون ونصف مليون لبناني أصبحوا منذ أواخر سبتمبر (أيلول) الأسود بلا سقف. صاحب الحظ فيهم من له سقف سيارة، أو ظل شجرة، أو سقف صديق، أو قريب، أو جمعية خيرية أو مأوى. إنه جزء من ثمنٍ قرر نتنياهو أن يدفّعنا إياه لحظة قلنا إننا ننوي مساندة 3 ملايين غزِّي أصبحوا بلا سقوف، بما فيها سقوف السيارات، والخيام والمستشفيات.

مشكلتنا، نحن اللبنانيين، أن الأرض ليست شغفاً، أو انتماءً، بل عشق. بينها وبيننا حكايات مثل حكايات الصغار. كل مساء ننام على أمل البقية في اليوم التالي. لا. ليس مثل حكايات شهرزاد، وتخيلاتها، وعوالمها البعيدة، بل مجرد حكايات بسيطة عن شجر الرمان الذي سوف يستوي غداً، وعن موسم العنب وعن حبّه التين بالعسل.

وتقاس سعادة اللبناني بـ«أراضيه» حتى لو لم تكن إلا مساحة صغيرة من الصخر البركاني. وقد اكتشفتُ من قراءة الروائية إيزابيل الليندي أن التشيلي هو المواطن الوحيد الذي يفوق اللبناني هياماً بأرضه. فقد يقضي صاحبنا عمره لكي يجمع ثمن قطعة أرض يزرعها في النهاية خساً مملوءة أوراقه بالحشرات. وتصدر صحيفة «إل ميركوريو» ملحقاً زراعياً كل أسبوع، هو الأكثر قراءة في الجريدة، مع أن نسبة ضئيلة جداً من القراء ليست لها علاقة بالزراعة، أو بالحشرات التي تؤذي شتول الخضار، ولا أحد من القراء شاهد بقرة خارج الصور.

آه لو كانت السنيورة الليندي تعرف أن عمي «أبو زياد» كان الوكيل الحصري لاستيراد وتوزيع وبيع (كذا) السماد التشيلي في دكانه بالساحة، وقد أشرت إلى ذلك بكل اعتزاز في زاوية ماضية، متمنياً أن ينعكس ذلك على تحسين وتطوير العلاقات مع تشيلي وسائر الديار اللاتينية. ونحن لا ننسى للكاتبة العزيزة وصاحبة «ابنة الحظ» أنها عاشت ودرست في بيروت يوم كان والدها سفيراً في العاصمة.

كان ذلك في الخمسينات، الحقبة الجميلة، أو السعيدة. لا بد أنكِ تتابعين أخبار بيروت اليوم: 5 غارات في خمس دقائق. ومليون لاجئ في مدينتها. ويغبطنا أهل غزة على السقوف: سقوف السيارات، وسقوف العمارات، وسقوف الملاجئ.

يبقى، أيتها السنيورة الرائعة، أن أعترف لكِ، بأنني مثل قراء «إل ميركوريو»، لا أزال أهوى قراءة أخبار الزراعة. وأكتب مفكرة عن الأرض، وأشعر بحنين إلى الساحة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملحق الأرض ملحق الأرض



GMT 20:05 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

7 فرق و11 لاعبًا نجوم البريمييرليج!

GMT 11:57 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

رمزان من القوى الناعمة فى مصر

GMT 10:18 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

الثرثار الرائع

GMT 10:17 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

مَن يخبر الناس؟ الصحافة أم مشاهير السوشيال ميديا؟

GMT 10:15 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

أزمة السودان وخطاب الإقصاء

GMT 10:14 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

للمرة الأولى بعد «الطائف» هناك فرصة لبناء الدولة!

GMT 10:13 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

كليوباترا وسفراء دول العالم

GMT 10:11 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

«قيصر» وضحايا التعذيب في سوريا

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:59 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

نانسي عجرم تكشف تطورات فيلمها الجديد مع عمرو دياب
  مصر اليوم - نانسي عجرم تكشف تطورات فيلمها الجديد مع عمرو دياب

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 00:24 2023 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يهدد بتصعيد أزمة الشحات والشيبي للفيفا

GMT 06:06 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

شاومي تعلن عن حدث في نيويورك بداية الشهر القادم

GMT 23:00 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الشاعِرة سندس القيسي تُصدِر كتابها الشعري الثاني

GMT 03:05 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أسعار الخضراوات في الأسواق المصرية الجمعة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon