توقيت القاهرة المحلي 13:06:43 آخر تحديث
الخميس 16 كانون الثاني / يناير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

عبادة الأصنام

  مصر اليوم -

عبادة الأصنام

بقلم:سمير عطا الله

جمع بين سقوط نظام صدام حسين في العراق والنظام الأسدي في سوريا مشهد واحد: الجماهير المبتهجة تُسقط تمثال المؤسِّس على وجهه نحو الأرض. في المرة الأولى صدام، وفي الأخرى حافظ الأسد، وليس الابن. فقد اختار بشار أن يُبقي التماثيل لوالده، واكتفى هو بالملصقات تطالع السوريين مثل «الأخ الأكبر» في كل مكان.

يقول ريجيس دوبريه، أشهر مفكري اليسار الفرنسي في القرن الماضي، إن للتمثال معنى خاصاً عند الزعماء، ليس للصورة. فالزعيم القائد يُكرم بالتمثال في حياته، وبالضريح بعد وفاته: لينين، أتاتورك، هوشي منه، تيتو، إلى آخره.

خلال أحداث العقد الماضي في سوريا كان الأمن يفرز نحو ألف رجل لصدّ المتظاهرين، و1200 جندي لحماية كل تمثال من تماثيل الأسد الأب. سقوط التمثال أو تشويهه يعني سقوط كل شيء. ودائماً يلجأ المبتهجون إلى إهانة التمثال كأنه الرجل نفسه. يرشقونه بالبيض الفاسد، والحجارة، وأي شيء يقع تحت أيديهم. لقد انتهى الأمر وتحول التمثال إلى صنم.

تُعدّ كوريا الشمالية أهم دولة في صنع التماثيل السياسية. ويقوم أكبر مصنع في العالم في قلب العاصمة بيونغ يانغ، ويضم نحو 4000 فنان وموظف. وأهم سوق للتصدير هي أفريقيا، حيث يعشق الزعماء مشاهدة تماثيلهم في الساحات العامة. خصوصاً أولئك الذين لم يتركوا شيئاً يُذكَرون به. وفي إحدى الصفقات، لم يكن المال متوافراً لدى الحكومة السنغالية، فقدمت قطعة أرض، لكنّ الرئيس اعترض بأنه أُعطي ملامح آسيوية لا أفريقية، فكان أن أُعيد التمثال على الفور واستُعيدت الملامح الأصلية على الفور.

كان ريجيس دوبريه صديقاً للثائر الأرجنتيني تشي غيفارا. لكنه رأى في بعض اليسار زيفاً وحماقات. وسخر بصورة خاصة من الأوروبيين الذين اتَّبعوا ماو تسي تونغ، ورفعوا تماثيله، ولمَّا انحسرت تلك الموجة الملطخة بالجنون والدماء، تساقطت التماثيل، وانتهى زمن الأصنام الجدد.

التماثيل فن وتقليد قديم. «آلهة» اليونان وقادة روما، وعسكر الصين، وجميلات الإغريق... لكنها بقيت شاهدة على العصور، ولم يحطمها أحد. حافظ الأسد وصدام حسين تنافرا طوال العمر، والتقيا تمثالين واقعين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبادة الأصنام عبادة الأصنام



GMT 07:57 2025 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

قوس الحلول

GMT 07:56 2025 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

وصول عون للرئاسة ينعش لبنان والمنطقة

GMT 07:54 2025 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

نار سوريا المرغوبة!

GMT 07:53 2025 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

السودان... انتصار مدني وفتنة الانتقام!

GMT 07:52 2025 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

هبّت رياح ثورة «17 تشرين»!

GMT 07:51 2025 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

لعنة بئر كليوباترا

GMT 07:49 2025 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

هل سيقبل العالم بجغرافيا ترمب الجديدة؟

GMT 07:48 2025 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

لبنان «محكوم بالأمل»

GMT 12:25 2025 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

حمادة هلال يوجّه رسالة دعم لصنّاع مسلسل "إقامة جبرية"
  مصر اليوم - حمادة هلال يوجّه رسالة دعم لصنّاع مسلسل إقامة جبرية

GMT 09:10 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

حيل ونصائح لترتيب المطبخ غير المزود بخزائن

GMT 00:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الأمير ويليام يكشف عن أسوأ هدية اشتراها لكيت ميدلتون

GMT 08:41 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 08:54 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل

GMT 03:19 2018 الجمعة ,16 شباط / فبراير

"هايبرلوب" ينقل الركاب 313 ميلًا في 28 دقيقة فقط

GMT 00:23 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

أزمة في الإجتماع الأمني للقمة بسبب دعوات الأهلي

GMT 05:28 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

جمال سليمان يستكمل تصوير " أفراح إبليس 2" السبت

GMT 09:37 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تكشف عن عقار "كيتامين" للحد من أعراض الاكتئاب

GMT 21:10 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

مرتضى منصور يجتمع مع نيبوشا لحسم أمر استمراره من رحيله

GMT 12:28 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

مصادر تكشف عن موعد عودة شريف إسماعيل للقاهرة

GMT 13:57 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة يرغب في نقل السوبر الإماراتي لملعب القاهرة

GMT 04:07 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

معلومات خاصة تكشف حقيقة المصالحة بين أصالة وشقيقتها

GMT 02:55 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

دنيا عبدالعزيز تبرز أن شخصية "عائشة" في "الأب الروحي2" مفاجأة

GMT 20:42 2014 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

اللون الفضي صيحة جديدة تطغي على ديكورات المنازل

GMT 04:47 2014 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

نعيمة كامل تطرح تصاميم من الجاكيت بألوان مميزة

GMT 09:33 2017 الإثنين ,10 إبريل / نيسان

تشارليز ثيرون تتألّق في فستان أسود شفاف

GMT 06:35 2017 الإثنين ,25 أيلول / سبتمبر

ترياق لعلاج الجرعة الزائدة من "الباراسيتامول"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon