توقيت القاهرة المحلي 07:56:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

آيسلندا... غريبة الأجواء

  مصر اليوم -

آيسلندا غريبة الأجواء

بقلم : سمير عطا الله

آيسلندا عبارة عن أرض قاحلة مليئة بالبراكين، أو كل السخانات، وهي قمرية جداً لدرجة أن رواد فضاء «ناسا» تدربوا هنا. ينابيع ساخنة، وبرك طينية، وفتحات بخار أكثر من أي برية أخرى على وجه الأرض. حتى «الحضارة» هنا يبدو أنها لا تقدم إثارة للعقل: لا شيء منطقي تماماً. تفتخر آيسلندا بأكبر عدد من الشعراء والمطابع، والقراء، بالنسبة لعدد السكان في العالم: ريكيافيك لديها أربع صحف يومية.

لكي تتمكن الولايات المتحدة من مجاراة معدل الإنتاج الأدبي في آيسلندا، يتعين عليها أن تنشر ستمائة كتاب جديد يومياً. وتمتلك آيسلندا أقدم لغة حية في أوروبا، إذ يقرأ شعبها ملاحم القرون الوسطى، كما لو كانت صحيفة الغد، وجميع المفاهيم الجديدة، مثل «الراديو» و«الهاتف»، تعطي مرادفات مختارة شعرياً للقرون الوسطى. وقد تكون ريكيافيك تقريباً لعبة طفل صغير، نظيفة ومثالية مثل سفينة داخل زجاجة. تشتهر آيسلندا بعدم وجود قصور، أو أحياء فقيرة، بنفس الطريقة التي لا تحتوي لغتها على لهجات. ولأن جميع المنازل، تقريباً، يتم تسخينها بالحرارة الأرضية، فإن المدينة، التي يعني اسمها «الخليج الدخاني»، تتألق بصمت في الهواء الخالي من الدخان، واضحة كما لو كانت مرئية من خلال ألواح الزجاج المصقول.

ليس بسبب العاصمة يأتي الزوار إلى آيسلندا، الخلاء هو ما يبحثون عنه ويجدونه. أكثر من ثمانين في المائة من مساحة البلاد لا تتكون إلا من حقول الجليد والجبال القاحلة والحمم البركانية. مساحات شاسعة فارغة وغير مضيافة.

تبدو مثل هذه المستوطنات الموجودة بالفعل وكأنها ضواحٍ تبحث عن مدينة. مزرعة منعزلة هنا، ومنارة وحيدة هناك، وأحياناً برج منعزل: كتلة صغيرة من الخرسانة داخل مخلب عملاق خشن. الطبيعة تعشق الفراغ هنا. والأرض نفسها لا تشبه شيئاً بقدر ما تشبه كتاباً مدرسياً للجيولوجيا، فهي عبارة عن كتلة مثقوبة من الحفر البركانية، وأعمدة هسهسة من الدخان، حتى تبدو كما لو أن الأرض نفسها تنفث بخاراً. والتربة أجزاء منها شديدة الانحدار.

يقع أكبر نهر جليدي في أوروبا في مكان ما في هذا العدم، وأكبر حقل للحمم البركانية في العالم، تم إنشاء أقدم برلمان في أوروبا على هذه التربة الحديثة.

سيخبرك الآيسلنديون أنه بسبب تيار الخليج، لا يوجد في هذا البلد درجات حرارة قصوى. بعض السنوات لا تشهد ريكيافيك أي ثلوج على الإطلاق، وأدنى درجة حرارة مسجلة في العاصمة منذ ثلاثين عاماً هي خمس عشرة درجة فهرنهايت تحت الصفر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آيسلندا غريبة الأجواء آيسلندا غريبة الأجواء



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon