توقيت القاهرة المحلي 00:53:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قرن البولندي العظيم (حلقة 3 والأخيرة): البحر للراحة والخلود للأرض

  مصر اليوم -

قرن البولندي العظيم حلقة 3 والأخيرة البحر للراحة والخلود للأرض

بقلم:سمير عطا الله

دفعت رواية «تحت أعين الغرب» جوزيف كونراد إلى حافة الانهيار: فبعد الانتهاء من كتابتها في عام 1910، أصيب بانهيار كامل جعله عاجزاً عن الكتابة لشهور، وعلى حد تعبيره، «في حالة من الانهيار التام». وكما لاحظ كاتب سيرته الذاتية جون ستيب: «كان كونراد يتشاجر مع العالم، وكان في حاجة إلى الهروب من الضغوط المتراكمة. وكان انهياره وسيلة للعثور على هذا».

تفاقم بؤس كونراد بسبب الكوارث الأخرى. فلم يعد بوسعه أن يتدبر أموره، وكان يقترض المال باستمرار لدفع كل شيء، بدءاً من الرسوم المدرسية لابنه، وفواتير العلاج لزوجته، وإيجار المسكن، وشراء الفحم والأثاث. وكان يتشاجر مع شخص لم يكن بوسعه أن يتحمل الخلاف معه وهو ج. ب. بينكر، ناشره، ومصدر أمنه المالي. وكان يرفضه. وكان متأثراً بشدة بالحزن الذي لا ينتهي والذي أطلقته الحرب العظمى، إلى الحد الذي منعه من العمل. في أوقات الركود الشديد، كان كونراد يعاني من الدوافع الانتحارية مرة أخرى. كانت بعض رسائله تبدو وكأنها صرخات استغاثة.

قال لبينكر في عام 1902: «في الواقع، كل هذه المخاوف تدفعني إلى حافة الجنون، لكن الموت سيكون أفضل شيء»، «إذا لم يكن لدى المرء زوجة وطفل لا أعرف» – وفي رسائل يائسة أخرى، تحدث عن قوى خارجية تقضي عليه. في عام 1908، لا يزال يعاني من مراجعة سلبية لمجموعته القصصية «مجموعة من ستة»، أخبر أحد أطبائه: «قد يكون عقلي على ما يرام، لكن بما أن لدي انطباعاً لا يمكن التغلب عليه بأنه ينهار، فإن النظرة إلى الخارج ليست مبتهجة». «لقد سيطر عليّ نوع من خيبة الأمل الرهيبة في كل شيء، أو كل شيء تقريباً. ما زلت أكافح بشكل ضعيف، ولكنني أشعر بأن الشبكة قد تجاوزتني، وأن الرمح لم يعد بعيداً جداً». بعد عام واحد كتب إلى جون جالسوورثي – لم يطلب قرضاً، كما كانت العادة. ولكن للتعبير عن إحباطه من انسداد الكاتب.

هناك حجة يمكن أن نسوقها مفادها أنه كان في أسعد حالاته وأكثرها سلاماً مع نفسه وهو في عرض البحر. في سعادة غامرة، بعيداً عن الشاطئ وعن السجن، والمسؤولين الذين يواجههم هناك.

ولا شك فهناك مشهد في قصة «المشارك السري»، حيث يصعد البطل، وهو قبطان، إلى سطح السفينة ليلاً وهي تتجه نحو أرخبيل الملايو.

في تلك اللحظة يقول: «لقد ابتهجت بالأمان العظيم الذي يوفره البحر مقارنة بالاضطرابات التي تسود الأرض، وباختياري لتلك الحياة التي لا تغريني، ولا تقدم لي مشاكل مقلقة، والتي تكتسب جمالاً أخلاقياً بدائياً بفضل البساطة المطلقة في جاذبيتها وبساط هدفها». وقد وجد مبتكر تلك الشخصية «الأمان» أيضاً في عرض البحر. ولكنه حقق الخلود على اليابسة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرن البولندي العظيم حلقة 3 والأخيرة البحر للراحة والخلود للأرض قرن البولندي العظيم حلقة 3 والأخيرة البحر للراحة والخلود للأرض



GMT 08:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 08:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتلة صورة النصر

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الهُويَّة الوطنية اللبنانية

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

عقيدة ترمب: من التجريب إلى اللامتوقع

GMT 07:51 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

صعوبات تواجه مؤتمر «كوب 29» لمكافحة التغير المناخي

GMT 07:48 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

بين الديمقراطيين والجمهوريين

GMT 07:45 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واقعية «سرقات صيفية» أم واقعية «الكيت كات»؟

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم
  مصر اليوم - رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
  مصر اليوم - فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 23:53 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تعلن عن مفاجأة بعد نجاح فيلمها الوثائقي
  مصر اليوم - درّة تعلن عن مفاجأة بعد نجاح فيلمها الوثائقي

GMT 03:46 2020 الجمعة ,17 إبريل / نيسان

طريقة فعالة لـ"إطالة" عمر المسنين

GMT 16:41 2020 الثلاثاء ,17 آذار/ مارس

أول لاعب مغربي يعلن إصابته بفيروس كورونا

GMT 10:22 2020 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

أمير رمسيس يؤكد أن "حظر تجول" مباراة تمثيلية

GMT 03:56 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

المواصفات الكاملة لـ "آيباد برو" الصيني الخاص بـ "هواوي"

GMT 11:47 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

موعد آذان الظهر اليوم في مصر اليوم الثلاثاء 15-10-2019

GMT 14:33 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

ألوان منعشة من مجموعات عبايات ربيع وصيف 2019

GMT 20:22 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

امرأة حامل ضحية اغتصاب 5 ذئاب بشرية في الجيزة

GMT 06:43 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

أرز باللحم والحمّص على الطريقة السعودية

GMT 06:22 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج ستدخل النتوء لشاشات هواتفها القادمة بعدة طرق
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon