توقيت القاهرة المحلي 03:03:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المبحرون

  مصر اليوم -

المبحرون

بقلم:سمير عطا الله

لن تحل معضلة اللاجئين إلى أوروبا غداً، وسوف تزداد خطورة بعد غد. إنهم «البرابرة» الجدد، كما سمى اليونانيون والرومان الغرباء القادمين من الخارج، وهو مصطلح دلالي استخدمته دول كثيرة من قبل.

تصريح الرئيس الفرنسي عن خطر الحرب الأهلية في بلاده يرفع مستوى التحذير، سواء أكان جزءاً من التهويل الانتخابي، أو جزءاً من حقيقة داهمة. هذا ما سماه جورج بوش الابن، بعد 11 سبتمبر (أيلول)، «الخطر على طريقة حياتنا».

أي أن المسألة ليست مطروحة في أوروبا وحدها، كما قال ماكرون، ولا في الغرب وحده، كما يهدد ترمب، وإنما أيضاً في كل ما كان يُعتبر «شرقاً» في الماضي، أي روسيا وأوروبا الشرقية، حيث تصل المسألة إلى هنغاريا، وحتى في النمسا، إلى حافة الخطر والتفجر.

لا يمكن التعميم في قضية الهجرة، ولا تحميل مسؤوليتها للعنصرية الدينية أو العرقية، كما هي في الأساس. لكنها تتحول إلى نقاش ووجهة نظر عندما تكون قضية قانون وأمن عام، سواء في البلد الأم، أو في البلد المضيف. عندها لا يعود الاعتراض عنصرياً أو يمينياً أو يسارياً.

لقد اتخذت أنجيلا ميركل واحداً من أهم الإجراءات في التاريخ، عندما منحت اللجوء إلى مليون إنسان، متجاهلة كل الاحتجاجات التي قامت في وجهها. لكن المعارضة تدعو الآن إلى محاسبتها لأنها ملأت البلاد جرائم منظمة، حولت المدن إلى ساحات حرب.

لا يمكننا إنكار الفوارق في الثقافات والحياة والتقاليد. هناك عالمان قد لا يلتقيان أبداً.

ولكن يجب أن يتعايشا ضمن الحدود الدنيا من المفاهيم المشتركة. وليس من له ومن عليه، وإنما في أن حدود المسؤولية هي حدود الحق بالنسبة إلى الفريقين.

غالباً ما كان اليمين فظاً، ورجاله قساة وبلا مشاعر، لكن هذا لا يحجب عنه حقوقه في بلاده، ولا خوفه من أن تتحول أوروبا كلها إلى حروب أهلية، عندما ترتفع نسب الهجرة إلى مستويات طاغية.

هذا ما حذر منه بالتحديد الدنماركيون والسويديون الذين كانوا في الماضي الأكثر انفتاحاً ورُقياً في هذا الموضوع.

لم تعد قضية الهجرة مسألة جانبية. وربما لو تركت على غاربها، لفرغت بلدان كثيرة من أهلها، كما حدث في ألبانيا بعد انهيار الشيوعية.

إن اللاجئ لا يترك بلده لسبب ديني، أو عرقي، ولا مواطن الدولة المضيفة يرفضه على هذا الأساس، كلاهما يتنافس على وجبة واحدة، ترفع مستوى حياة هذا أو ذاك.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المبحرون المبحرون



GMT 03:01 2024 الأحد ,07 تموز / يوليو

الأقدام تتقدم

GMT 02:56 2024 الأحد ,07 تموز / يوليو

انتخابات رئاسية لا معنى لها في إيران

GMT 02:46 2024 الأحد ,07 تموز / يوليو

الجنسية السعودية و«الرؤية»

GMT 02:36 2024 الأحد ,07 تموز / يوليو

انتخابات بريطانيا... حقائق خلف الأرقام

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

نجوى كرم تُعلن زواجها أثناء تألقها بفستان أبيض طويل على المسرح

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 09:43 2024 السبت ,06 تموز / يوليو

اكتشاف السبب الكامن وراء الصداع النصفي
  مصر اليوم - اكتشاف السبب الكامن وراء الصداع النصفي

GMT 20:17 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

كوبر يقرراستبعاد كريم حافظ من معسكر الفراعنة

GMT 20:26 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

إجراء قرعة تصفيات أمم أفريقيا للشباب في شباط المقبل

GMT 18:17 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

مي عز الدين تحذر الفتيات من رسم الوشم

GMT 00:38 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

" أمينة خليل تشارك خالد النبوي في "منطقة محرمة

GMT 23:52 2016 الأحد ,25 أيلول / سبتمبر

محمد ابو المجد المصري أحمد

GMT 07:09 2024 الأربعاء ,06 آذار/ مارس

كتاب جديد عن بايدن يعترف فيه بأنه يشعر بالتعب

GMT 13:56 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

نصائح لاختيار المجوهرات بحسب لون العين

GMT 07:45 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان دريد لحام يكشف سبب غيابه عن السينما المصرية

GMT 09:39 2021 الخميس ,29 تموز / يوليو

وصول سفينة الحاويات "إيفر جيفن" إلى روتردام

GMT 00:41 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

بلقيس تتعرض لوعكة صحية بسبب ميكروب في المعدة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon