توقيت القاهرة المحلي 23:03:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإجابة عِلم

  مصر اليوم -

الإجابة عِلم

بقلم : سمير عطا الله

كثرت هذه الآونة المقالات التي تحمل عنواناً واحداً تقريباً: لماذا لا نتعلم من الصين؟ لماذا لا نقلد الصين؟ لماذا تسبقنا الصين... إلى سائر علامات الاستفهام المتضمنة علامات الإعجاب والتعجب، بما حققته إمبراطورية الحرير الناعم والسور العظيم.

في المراحل الماضية، كان كتابنا الأعزاء يتأملون ما حققته اليابان وأوروبا، ثم ينزلون بنا الأسئلة: لماذا يا أيها النشامى نحن لسنا ألمانيا، ولا طوكيو، ولا حتى دوقية اللوكسمبورغ، التي لا تزيد مساحتها على مسافة بين محطتي قطار؟

الجواب السهل والسريع، هو لأننا لا نملك الصبر الصيني، والعِلم الألماني، والانتظام الياباني. أما الجواب الأكثر تفصيلاً فهو: لأننا بعد قرنين على الثورة الصناعية، لا نزال نتفرج عليها من الخارج، وعقلنا لا يزال يرفضها من الأساس، وبعضنا الآخر لا يزال يصر على أن الفضل في الطيران هو للأخ عباس بن فرناس، وليس للذين صنعوا «الجامبو» أو «الكونكورد».

نحن أهل «لماذا». لم ندرك بعد أن السؤال استعلام، والجواب علم. وأن العالم هو الذي يجيب عن الأسئلة، وليس الذي يطرحها. وإن العلم جماعة لا فرداً. أحمد زويل فرد ينقصه 50 عالماً آخر كي يصبح جماعة. وهو لا يشكل مع فاروق الباز نسبة تذكر قياساً بعدد المصريين.

يصبح محتملاً أن نكون قادرين على تقليد الصين عندما ندرك أنه عمل غير سهل. وأن كل عمل سعي. وكل سعي إتقان. ليس من دون سبب تذهب الناس إلى السيارة الألمانية، والطب الألماني. في الحالتين، هنا الشعب الألماني مكفهر لا يضحك. لكنه أيضاً لا يبكي. والصيني يقلّد أغلى الأشياء بأرخص الأسعار، لأنه يصرف على صناعتها ما يصرفه على الجواهر الأصلية.

حدثت ذات مرة منافسة قوية بين تاجريّ تفاح صيدا. من أجل الربح السريع، كان الأول يمرر التفاح الفاسد قليلاً تحت التفاح الجيد. أما الثاني فكان يبحث عن التفاح «المضروب» كي يرميه بعيداً. النتيجة بسيطة ولا تحتاج «لماذا». ليس سهلاً أن تفعل ما يفعله الصينيون. ولكن للأسف ليس من حل آخر. وسوف نظل نكتب على طريقة ناصر الدين النشاشيبي: لماذا نجحوا... وفشلنا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإجابة عِلم الإجابة عِلم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon