توقيت القاهرة المحلي 17:00:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وداع

  مصر اليوم -

وداع

بقلم - سمير عطا الله

في نهاية كل عهد رئاسي في لبنان تقام في كل مكان منه «جردة» حسابية لما لم يتحقق، ولما أُنجز. وتوضع الخسائر والأرباح تحت عنوان واحد هو «العهد»، سواء كانت مباشرة باسم الرئيس أو حزبه ومناصريه. وفي لقاءاته الصحافية عدد الرئيس عون إنجازات في مسائل رمزية، أو بيانات كتابية مثل «قانون الانتخاب»، أو المطالبة بإعادة النازحين السوريين، أو إقامة مركز الحوار الدولي في بلد لا يلقي سياسيون التحية على بعضهم البعض. في مقابل الرمزيات، هناك حقائق ووقائع صعبة أصابت البلد ولا مسؤولية للرجل فيها. فقد تكدست الكوارث الكبرى مثل انفجار 4 أغسطس (آب)، ووباء «كورونا»، وفي اللحظات الأخيرة من ولايته انتشرت الكوليرا، وتلاشت الليرة، وطوقت البطالة والعزلة السياسية البلد. ولم يجد الرئيس من يشكره في هذه الانهيارات المتتالية سوى دولة قطر، التي قام أميرها بزيارة بيروت لساعة واحدة، حضر خلالها مؤتمراً اقتصادياً، وعاد إلى المطار تاركاً وعداً بمليار دولار مساعدات، في بلد أهدر 65 مليار دولار من أجل أن يعمم الظلام والعتمة.
المشكلة أن الدول لا تعترف بسوء الحظ سبباً أو عذراً في قيادة الدول وحماية المصير. والرئيس لا يكف عن تحميل مسؤولية التردي للآخرين والتنصل من كل مسؤولية. وهو إنكار دائم رافق الدولة منذ بداية العهد. وللأسف هذا خلل هيكلي أدى إلى كل هذه الشقوق في الوطن الواحد والدولة الواحدة.
لم تحظ وثيقة في أي مكان بمثل هذا العدد من الصور، كما حصل للورقة إياها من الوسيط الأميركي آموس هوكستاين. والرئيس يضع الاتفاقية على مكتبه وهو يشرح بيده خطوط ومربعات وخلجان المنطقة الذهبية، مما يعد أهم نصر للعهد يودع به قصر بعبدا، الذي يغادره الرئيس اليوم في مهرجان من الفرح والأسى.
فهل يشعر الرئيس ومؤيدوه حقاً بالسعادة وهم يغادرون القصر الجمهوري؟ وماذا يعني المهرجان والبلد يُترك بلا رئيس، وبلا حكومة، وبلا سقف، أو قعر لليرة. يقول المثل كل أموال الدنيا لا تستطيع أن تشتري لك سيرة وماضياً. والجنرال عون كان يفضل على هذا الحشد الذي ينتهي في آخر النهار بضعة إنجازات يُذكر بها عهده بدل اتفاقية هوكستاين وحدها.
مهرجان يشبه احتفالات نهاية السنة في المدارس. زهور وبالونات ملونة ولافتات وشعارات تندد بالآخر بدل الاعتزاز بما تحقق. والآن وقد تم وداع الرئيس، سوف يبدأ البحث عن رئيس «توافقي»، لا ضعيف ولا قوي ولا معتدل. عربي الماضي، إيراني الحاضر، فرنسي الثقافة، أميركي الترسيم، روسي الدعم، برازيلي البن، سيرلانكي الشاي.
كان الحزب العوني يشكو دائماً من أنه يواجه «مؤامرة كونية» عليه. ومع ظهور مسبار «جيمس ويب» أصبح من الممكن البحث أكثر عن جذور المؤامرة على بعد 6500 سنة ضوئية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وداع وداع



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 00:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر لكل مؤسسات الدولة اللبنانية

GMT 13:42 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أغنى قطة في العالم تمتلك ثروة تفوق ضعف ثروة توم هولاند

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 16:54 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بنزيما يرشح كاسيميرو وعوار وفقير للانضمام لـ اتحاد جدة

GMT 23:51 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

شركة آسوس تطلق هاتفها الذكي Zenfone 6 الجديد

GMT 12:48 2019 الإثنين ,20 أيار / مايو

نقل سولاف فواخرجي للمستشفى بعد حادث أليم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon