توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إقفالات في شارع الصحافة

  مصر اليوم -

إقفالات في شارع الصحافة

بقلم - سمير عطا الله

توقفت صحيفة «نداء الوطن» الليبرالية عن إصدار طبعتها الورقية لأسباب مادية طبعاً، بحيث لم يبقَ من عالم الورق سوى: «النهار»، أقدم وأعرق صحف لبنان المستقلة، و«الأخبار» الناطقة باسم محور الممانعة، و«الشرق» التي يصدرها نقيب الصحافة عوني الكعكي.

ذات زمن كان اللبنانيون الشعب الأكثر إصداراً للصحف والمجلات في العالم. وكان عدد الصحف الصادرة في لبنان والمهجر مضحكاً، ولا يصدق. وفي الستينات كانت تصدر في بيروت كل يوم جريدتان بالفرنسية، صباحية ومسائية، واثنتان بالإنجليزية، وواحدة بالأرمنية. وعدد من الصحف العربية الرئيسية، بينها 3 صحف مسائية. أما المجلات الرائجة في لبنان والعالم العربي فكانت نحو عشر، بينها أيضاً إنجليزية، وفرنسية، ومنها ما هو الأكثر توزيعاً، ونفوذاً أيضاً. وأدى ذلك التأثير السياسي إلى اغتيال أصحابها أحياناً، مثل كامل مروة، وسليم اللوزي، ورياض طه، وتوفيق المتني، وصولاً إلى جبران تويني، وسمير قصير.

تشابهت أحوال لبنان وأحوال صحافته على الدوام. وشكلتا جزءاً من صورته، ومن تقدمه. يزدهر البلد فتزدهران. وينوء فتضعفان. ويهزل فتخوران. ازدهرا معاً في الازدهار الاقتصادي والعمراني. وهزلا معاً في محنة المافيا المصرفية. والآن احتجاب «نداء الوطن» علامة شؤم على البلد برمّته، كما يقول الزميل أيمن جزيني في «أساس».

طبعاً الضمور الورقي ظاهرة عامة، وليست لبنانية. لكن آثارها في لبنان أكثر عمقاً، لأن صحافته كانت ركناً أساسياً من أركان وجوده، مثلها مثل حرياته، وثقافاته، ومناخاته الأدبية. وكانت الكليات ترفد الوسائل الإعلامية كل عام بسيل من المتخرجين الجدد. على أن الكارثة الاقتصادية التي تضرب لبنان منذ سنوات بدأت أنيابها تظهر جلية في الجسم الإعلامي.

ورغم كل هذه السلبيات، هناك الجانب المقابل. أي إن الصحافة لا تغيب تماماً، بل تنتقل إلى فضاء الإنترنت، الأقل كلفة، وخسائر، وإن كان أقل ألقاً. وهو أيضاً أكثر توزيعاً، وأسهل انتشاراً. وقد أضيف إليه عنصر شديد الأهمية هو ما يعرف بـ«البودكاست»، الذي أصبح جزءاً جذاباً من عمل الصحيفة. وقد نجحت نايلة تويني، رئيسة تحرير «النهار»، في هذا الباب نجاحاً واضحاً في تعويض الفراغ في الجانب الآخر. ويشكل «بودكاست مع عمرو أديب» نوعاً من الظاهرة في كثافة المشاهدات. مثل كل شيء آخر، لم يعد شيء كان. التغيير لا ينتظر أحداً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إقفالات في شارع الصحافة إقفالات في شارع الصحافة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon