توقيت القاهرة المحلي 08:21:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لوحة التقدم

  مصر اليوم -

لوحة التقدم

بقلم - سمير عطا الله

أنت تذهب إلى المطار لكي تنتقل من بلد إلى بلد. لكنك تنتقل في الحقيقة من عصر إلى عصر، ومن زمن إلى زمن. وكلما سافرت لا يتغير المطار وحده، بل السيارة التي تقلك إليه، وأزياء المسافرين، وأزياء قباطنة الطائرات، ونوعية البضائع في السوق الحرة. وكان من عادتي في سنوات السفر الأولى أن أتوجه أولاً إلى محل بيع الأقلام لأنتقي الجديد (والوجيه) منها. والآن صارت الأقلام شيئاً أثرياً. وصار أثرياً العطر الذي أستخدمه بعد الحلاقة، ولا أعرف أن أستخدم سواه، ولم أعد أعثر عليه في السوق الحرة وإنما في أسواق البلد. وكنت أشتري لنفسي ولأصدقائي ربطة عنق تعرفت إلى ماركتها من غسان تويني، الذي عرفه إليها الرئيس شارل حلو، والآن تكاد تختفي ربطات العنق في المطارات وفي البيوت. وقد مضت عليّ سنوات لم أشتر خلالها ربطة، ولم أهدها ولم أُهدها. بل صارت الكرافات «ضد» الأناقة.
بدأت السفر إلى باريس في طائرة «فايكونت» من أربع محركات مروحية، تتوقف منتصف الطريق للتزود بالوقود. والآن أسافر على «الإماراتية» عابراً المتوسط والأطلسي، مقضياً ثلاثة أرباع اليوم في الجو أقرأ ما حملت من كتب ومجلات وأشاهد الأفلام ونشرة أخبار المساء. وعندما يعرض علينا الطيار مشاهد دقائق الهبوط فوق نهر الهدسون، يكون لا يزال في خزان الطائرة من الوقود الكثير.
تتقدم بنا السن نحو القديم، وتتقدم بنا الحياة مثل الخيال. لا أنا ولا غيري من المسافرين، أو موظفي المطار الذين من أجيال متقاربة، كان يتخيل أن حياته العادية سوف تفوق الخيال. وكنا نعتقد أن الرحلة إلى القمر، وفضاء الأرض، ومسبار «جيمس ويب»، الذي سوف يرسل إلينا صوراً مبهرة الضوء «لأعمدة الخلق»، كلها أشياء فضائية لا علاقة للمدنيين بها. وإذا بالطيران المدني يأخذ من العسكري كل ما يحتاج، بدءاً من النفاث ووصولاً إلى تجاوز سرعة الصوت. وعرفنا عدداً من رجال الأعمال العرب في الثمانينات يسافرون من لندن إلى نيويورك، ويعودون في اليوم نفسه. وإذا لم تكن تلك ضرورة «بيزنس» مربحة. فقد كانت على الأقل حكاية تحكى في السهرة نفسها، عندما يتذمر الأثرياء من أن الخدمة على الكونكورد «بدأت تخرب». فقد قدموا وجبة الغداء نفسها في الذهاب وفي الإياب. وكأنهم لم يدركوا أن بعض الناس تعاني من الحساسية من الكافيار... الأحمر.
تتغير أكثر ما تتغير وتتطور، بلدان هذه المطارات. عرفت جميع بلدان الخليج بالطائرات المروحية. كانت الظهران مقراً صغيراً لشركة عادية هي اليوم أكبر شركات الأرض. وكنا نسافر منها إلى البحرين على طائرة «هرن» تتسع لـ12 راكباً ومعهم قبطانها. وحل محلها جسر تعبر عليه ألوف البشر والمركبات.
رحلة سعيدة وعمر طويل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لوحة التقدم لوحة التقدم



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon