توقيت القاهرة المحلي 15:24:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تفاهة العنف

  مصر اليوم -

تفاهة العنف

بقلم:سمير عطا الله

الإنسان، في صورة عامة، يميل إلى العنف في حل قضاياه. السيرة التوراتية للبشرية، تبدأ بقتل قابيل لأخيه. المسلسل لم يتوقف، سواء كان النزاع أخوياً أو بين أقرباء، أو جوار، أو أعداء.

العنف في الولايات المتحدة سيرة متفردة. بدأت بإبادة السكان الأصليين، الذين أطلق عليهم اسم «الهنود الحمر»، تمييزاً عن هنود الهند. لم يرَ الرجل الأبيض في أصحاب الأرض سوى همجٍ ومتوحشين، بلا علم أو حضارة. فقرر أنه أولى بالأرض وثرواتها. استعمرها وأعطاها اسمه، أميركا، وفرض عليها أنظمته وقوانينه، وجعل من أهل البلاد أقلية لا يخرج منها عالِم، أو سياسي، أو مهندس، أو طبيب، أو دبلوماسي. ومن بين الآلاف لم يخرج رئيس، أو جنرال، أو زعيم حزب.

انتقل عنف الرجل الأبيض بعد ذلك إلى المستعبدين المحمولين من أفريقيا في قاع السفن، يساقون كالدواب، ويوثقون مثلها، يعاملون مثلها في حاجاتهم البشرية.

انتهت عصور العبودية، وكاد التمييز العنصري ينتهي هو أيضاً، لكن ثقافة العنف لم تنتهِ. من أصل آخر 12 رئيساً أميركياً، تعرّض 11 منهم لعملية، أو محاولة اغتيال. وكل عام تشهد البلاد نحو 400 مقتلة في المدارس والأماكن العامة يرتكبها معتوهون أو مجانين، أو مجرمون عاديون. وتزدحم سجون أميركا بالمحكومين إلى ما فوق طاقاتها بكثير، ويدخل الطلاب إلى بعض الجامعات والمدارس ومعهم أسلحتهم.

بأسلوبه وخطابه ومفرداته، كان دونالد ترمب يمثل الرجل الفائز على الدوام، الذي يرفض مصافحة الرئيس السابق، الذي يسلمه مفاتيح البيت الأبيض، أهم وأخطر مؤسسة سياسية وعسكرية على الأرض وفي مدارها.

حاول آرثر بريمر مرتين قتل الرئيس ريتشارد نيكسون فلم يستطع التمكن منه، وقرر أن يجرّب قدرته على الرماية في جورج والاس حاكم ألاباما، مما أدّى إلى إصابته بالشلل مدى الحياة. المعتوه لا يريد أقل من الرئيس هدفاً. يريد دخول التاريخ من الباب المقابل المخصص للناجحين والمستحقين.

كم هو خطر وعبثي عندما يصبح التافه، أو المعتوه، قاتلاً غير قادر على دخول التاريخ إلا من باب الجريمة. تفاهة العنف.

إلى اللقاء...

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفاهة العنف تفاهة العنف



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon