توقيت القاهرة المحلي 07:37:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سيادة

  مصر اليوم -

سيادة

بقلم:سمير عطا الله

أبلغ الرئيس ميشال عون مواطنيه بكل صدق وصراحة منذ سنوات، أن لبنان ذاهب إلى جهنم، ولم يصدّقوه. ليس لأنهم لا يثقون به، بل لأنهم لا يريدون الذهاب إلى مكان سمعوا عنه الكثير. ثم قال الرئيس إنه «سوف يسلم البلد إلى خلفه أفضل مما كان يوم تسلمه»، فاحتاروا حيرة قاسية. وعندما خرج الرئيس من القصر الجمهوري، تجمع محازبوه في «التيار الوطني الحر» وغنوا وأنشدوا بأصوات رخيمة «معك مكملين». وما زالوا.
وهذا قرارهم وحريتهم وخيارهم. لكن ما ذنب لبنان أن «يكمل» تلك المسيرة التي تجهز عليه مشردة أهله، مجوعة أطفاله، مغلقة أبواب مدارسه، معرية الدولة من علاقاتها التاريخية، مهجِّرة الشباب بعشرات الآلاف، مغرقة العملة الوطنية لأسوأ قعر في تاريخها؟ وكل شيء آخر ينطبق عليه أنه أسوأ ما حصل للبنان واللبنانيين. كل شيء. من سعر الرغيف إلى فقدان الأدوية، إلى فقدان الوظائف، إلى فقدان الأمل نهائياً.
إذا أردنا وضع رمز مختصر لهذا السقوط، يبرز أمامنا في السياسة جبران باسيل، وفي المال حاكم البنك المركزي رياض سلامة. الأول واقف فوق الركام يسعى لأن يُنتخب هو رئيساً، أو أن يعيّن في الرئاسة من يعين، والثاني قاعد فوق جثة الليرة، ينتظر أن يمدد له في الحاكمية إلى نهاية القرن ونهاية لبنان ونهاية الودائع.
الزعيم السياسي للمسيحيين موضوع على أقسى لائحة عقوبات أميركية بتهم أقلها الفساد، والزعيم المالي موضع تحقيقات سويسرية أوروبية لبنانية بتهم الاختلاس وتبييض الأموال ومعه زوجته وشقيقه. جالسان! كلاهما جالس في وجه اللبنانيين وفي وجه القانون، وفي وجه الميتين جوعاً وحزناً. لم يحصل في تاريخ لبنان أن انتحر هذا العدد من الآباء لأنهم غير قادرين على إعالة أبنائهم. أول واحد في السلسلة انتحر حرقاً لأنه عجز عن دفع أقساط أبنائه، وآخر منتحر أطلق النار على رأسه أمام بيته، لكي لا يترك مشهد الدماء في ذاكرة أبنائه مدى الحياة.
«معك مكملين»، ولكن إلى أين وإلى متى؟ كانت نشرة الأخبار اليومية تنفّر وتقزز من صفاقة السياسيين، فأصبحت تبكي. فقط تبكي. لا وقت لأي مشاعر أخرى. البلد في جهنم، حسب دقة التوقع، وزعماء الموارنة يتقاتلون على ما بقي من الجمهورية، ومن الليرة، ومن وظائف «سيادية».
لا يقبل اللبنانيون شيئاً أقل من السيادة في كل شيء. وقّعوا «اتفاقات» دون أن يسمح لهم بقراءتها، لكن بكل سيادة. وانتخبوا رئيسهم، في جو سيادي كامل. وقبل ميشال عون أن تبقى الرئاسة شاغرة عامين ونصف العام، من أجل أن يأتي هو رئيساً سيادياً. والآن لا نعرف إلى متى سوف تظل الرئاسة شاغرة من بعده. لكنَّ في كل حال «مكملين» وما من علامة أخرى على السيادة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيادة سيادة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon