توقيت القاهرة المحلي 19:15:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

امتحان المحن

  مصر اليوم -

امتحان المحن

بقلم:سمير عطا الله

سُئلت الروائية التركية، أليف شافاك، عن التجربة الأقسى في حياتها، فروت أنها عندما كانت في العاشرة تلميذة في المدرسة الدولية في مدريد، حدث أن أقدم آنذاك رجل تركي على محاولة اغتيال بابا الفاتيكان يوحنا بولس الثاني، وطوال أسابيع أخذ رفاقها يسيئون معاملتها وكأنها هي الفاعل لمجرد أنها من جلده.

أرادت شافاك أن تعطي مثالاً شخصياً على مهاوي الضعف البشري. يتحول الفرد فجأة إلى نمط، أو تاريخ، أو جمهور.

سمة الطبع البشري أنه يعمم أو ينمّط دون تفكير. مرة بسبب العرق، وأخرى بسبب اللون، أو الدين، وأحياناً بسبب المنطقة. كل ما يحتاج إليه سبب صغير لكي يفجر كل ما حوله. تنتقل هذه المواريث من جيل إلى جيل، وتتراكم جيلاً بعد آخر.

في رائعته «حرب كرة القدم» يصف رزيارد كابوشينسكي كيف سقط عشرة آلاف إنسان في القتال بين جمهوريتي السلفادور وهندوراس، بسبب خلاف حول نتائج المباراة. وظل النزاع قائماً بينهما إلى زمن. كل منهما عدّ أن كرامته بركلة جزاء. في الخسارة، أو في الربح، وعلى الجانبين.

تخشى الكاتبة التركية العالمية، أكثر ما تخشى، أن تزداد دائرة الخدَر اتساعاً في عالمنا: «أكثر اللحظات رعباً عندما نستسلم للامبالاة، وتتجلد النفوس، ولا تعود قادرة. لكن المسألة تصبح أكثر فظاعة عندما ننتقل من عصر القلق إلى عصر اللامبالاة». أي عندما تكثر من حولنا الهموم، وتكثر المشاكل، وتتعاظم آثارها. عندها يدخل الإنسان في امتحان طفولة أليف شافاك.

حاول أن تتأمل الحساسيات التي تنتج كل يوم، أو كل ساعة، عن احتكام مليون ونصف مليون لاجئ لبناني، كثيرون منهم في العراء. تخيل رجلاً يطلب مساعدة جاره، وجاره جائع. تخيل ضيق الصدور. وكلما طالت مدة العذاب اتسعت حال الناس إلى المبالاة، ما أسوأها!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

امتحان المحن امتحان المحن



GMT 09:24 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

انتخابات أميركا: الاقتصاد والدين والنفط

GMT 09:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

عن ثوابت تغيّرت... ومتغيرات ثبتت

GMT 09:21 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

«لكنّنا لم نبنِ دولة»

GMT 09:20 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

وتظلُّ السفينةُ الخليجية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حروب تنتظر معركة هاريس وترمب

GMT 09:17 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حرب غزة تُلقي بظلالها على انتخابات أميركا

GMT 09:15 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

سياسات الآلة وعلاقات الإنسان

GMT 09:14 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

انتخابات 2024... هل هي الأهم في تاريخ أميركا؟

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

كندة علوش تدعم فلسطين بإطلالتها في مهرجان الجونة 2024
  مصر اليوم - كندة علوش تدعم فلسطين بإطلالتها في مهرجان الجونة 2024

GMT 07:32 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لتنسيق الديكورات حول المدفأة الكهربائية
  مصر اليوم - نصائح لتنسيق الديكورات حول المدفأة الكهربائية

GMT 19:15 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو سعد يتحدث عن غيرته من هيفاء وهبي
  مصر اليوم - عمرو سعد يتحدث عن غيرته من هيفاء وهبي

GMT 08:38 2020 الأربعاء ,26 شباط / فبراير

تعرف على سعر الأخشاب في مصر اليوم الأربعاء

GMT 01:19 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

وليد أزارو يعود لتدريبات الأهلي مرتديا جبيرة

GMT 03:20 2019 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

هدف محمد صلاح يثير أزمة داخل فريق "ريد بول سالزبورج"

GMT 15:47 2019 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

نجوى فؤاد تؤكد أن ساحة الرقص الشرقي أصبحت فارغة

GMT 15:11 2019 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

عمرو دياب ينعي ضحايا حادث قطار محطة مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon