توقيت القاهرة المحلي 09:48:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

امتحان المحن

  مصر اليوم -

امتحان المحن

بقلم:سمير عطا الله

سُئلت الروائية التركية، أليف شافاك، عن التجربة الأقسى في حياتها، فروت أنها عندما كانت في العاشرة تلميذة في المدرسة الدولية في مدريد، حدث أن أقدم آنذاك رجل تركي على محاولة اغتيال بابا الفاتيكان يوحنا بولس الثاني، وطوال أسابيع أخذ رفاقها يسيئون معاملتها وكأنها هي الفاعل لمجرد أنها من جلده.

أرادت شافاك أن تعطي مثالاً شخصياً على مهاوي الضعف البشري. يتحول الفرد فجأة إلى نمط، أو تاريخ، أو جمهور.

سمة الطبع البشري أنه يعمم أو ينمّط دون تفكير. مرة بسبب العرق، وأخرى بسبب اللون، أو الدين، وأحياناً بسبب المنطقة. كل ما يحتاج إليه سبب صغير لكي يفجر كل ما حوله. تنتقل هذه المواريث من جيل إلى جيل، وتتراكم جيلاً بعد آخر.

في رائعته «حرب كرة القدم» يصف رزيارد كابوشينسكي كيف سقط عشرة آلاف إنسان في القتال بين جمهوريتي السلفادور وهندوراس، بسبب خلاف حول نتائج المباراة. وظل النزاع قائماً بينهما إلى زمن. كل منهما عدّ أن كرامته بركلة جزاء. في الخسارة، أو في الربح، وعلى الجانبين.

تخشى الكاتبة التركية العالمية، أكثر ما تخشى، أن تزداد دائرة الخدَر اتساعاً في عالمنا: «أكثر اللحظات رعباً عندما نستسلم للامبالاة، وتتجلد النفوس، ولا تعود قادرة. لكن المسألة تصبح أكثر فظاعة عندما ننتقل من عصر القلق إلى عصر اللامبالاة». أي عندما تكثر من حولنا الهموم، وتكثر المشاكل، وتتعاظم آثارها. عندها يدخل الإنسان في امتحان طفولة أليف شافاك.

حاول أن تتأمل الحساسيات التي تنتج كل يوم، أو كل ساعة، عن احتكام مليون ونصف مليون لاجئ لبناني، كثيرون منهم في العراء. تخيل رجلاً يطلب مساعدة جاره، وجاره جائع. تخيل ضيق الصدور. وكلما طالت مدة العذاب اتسعت حال الناس إلى المبالاة، ما أسوأها!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

امتحان المحن امتحان المحن



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon